المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مسرحيةُ السلاح المهرب تُخفِي وراءها حلمًا صهيونيًّا في اليمن

    في كُـلّ مرة تُعلِنُ فيها قوى العدوان أَو أدواتُها...

    تقرير إيطالي: عميل سعودي يدير “شبكة تجسس” للموساد داخل اليمن

    نشرت مجلة "إل فارو سول موندو" الإيطالية تقريرًا أكدَ...

    هآرتس: إسرائيل فقدت سيادتها وتحولت إلى سلطة خاضعة للوصاية الأمريكية

    قالت الكاتبة الإسرائيلية كارولينا لاندسمان في مقالٍ نشرته صحيفة...

    الإعلام العبري: الالتزام بـ”اتفاق غزة” شرط لعودة الطيران العالمي

    أكدت وسائل إعلام عبرية أن استمرار وقف إطلاق النار...

    هآرتس: إسرائيل فقدت سيادتها وتحولت إلى سلطة خاضعة للوصاية الأمريكية

    قالت الكاتبة الإسرائيلية كارولينا لاندسمان في مقالٍ نشرته صحيفة هآرتس إن من يظن أن الوجود الأمريكي في المنطقة يقتصر على إدارة قطاع غزة “عليه أن يعيد النظر”، مؤكدة أن الولايات المتحدة تمارس اليوم سيادة فعلية داخل إسرائيل نفسها، في حين تكتفي حكومة بنيامين نتنياهو بـ”سيادة رمزية وخطابية” على الأراضي الفلسطينية.

    وأضافت الكاتبة، في مقالٍ اتسم بالسخرية والتهكم، أن المفارقة تكمن في أن الكنيست الإسرائيلي “يصوّت بفخر على قوانين تطبيق السيادة على الضفة الغربية”، بينما تتنازل الحكومة عن سيادتها داخل الخط الأخضر لصالح واشنطن التي أقامت مقراً عسكرياً في كريات غات، معتبرة أن هذا المشهد “يجسد تحوّل إسرائيل من دولة مستقلة إلى سلطة خاضعة للوصاية الأميركية”.

    وانتقدت لاندسمان ما وصفته بـ“لعبة التظاهر بالسيادة” في الكنيست، الذي يواصل سن قوانين شكلية لا قيمة عملية لها، متسائلة بسخرية: “متى كانت آخر مرة شرّع فيها الكنيست قانوناً يخدم المصلحة العامة؟”.

    وتطرقت الكاتبة إلى تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بشأن تصويت الكنيست الأخير حول الضفة الغربية، حين قال: “إذا أراد الناس إجراء تصويت رمزي فبإمكانهم ذلك”. واعتبرت لاندسمان أن هذه العبارة “تلخص الموقف الأميركي الحالي من إسرائيل”، حيث باتت واشنطن تنظر إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلية كما يُنظر إلى “طفلٍ صغيرٍ يلعب بالتشريعات مع أصدقائه الخياليين من أقصى اليمين”، مشيرة إلى أن ذلك يعكس سياسة الأبوة الأمريكية تجاه تل أبيب، خاصة مع حضور المستشارين والضباط الأميركيين في اجتماعات الحكومة ومتابعتهم اليومية لتفاصيل القرارات السياسية والميدانية.

    وأضافت الكاتبة أن هذا الواقع يشبه نسخة جديدة من اتفاقيات أوسلو، لكن هذه المرة داخل إسرائيل ذاتها، مشيرة إلى أن المناطق داخل الخط الأخضر باتت عملياً أشبه بـ”المنطقة (د)” الخاضعة لإدارة أميركية مدنية وأمنية تحت مسمى “السلطة الإسرائيلية”، في إشارة ساخرة إلى فقدان الدولة سيادتها الحقيقية.

    واعتبرت لاندسمان أن واشنطن لم يكن أمامها خيار آخر، قائلة إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – “لو لم أوقف نتنياهو لاستمر في الحرب لسنوات” – تعبّر عن إدراكٍ متأخرٍ في واشنطن لما وصفته بـ”الاحتيال التاريخي لنتنياهو”، الذي جعل الإدارة الأمريكية تكتشف أن المشكلة ليست في “الجانب الآخر”، بل في القيادة الإسرائيلية نفسها.

    وانتقدت الكاتبة اليمين الإسرائيلي الذي رفع شعار “الشعب هو السيد” خلال معركة “الإصلاح القضائي”، معتبرة أن هذا الشعار لم يكن دليلاً على القوة بل على العجز، مضيفة بسخرية: “حين أراد وزير العدل ياريف ليفين إعادة السلطة إلى الشعب، يبدو أنه كان يقصد الشعب الأميركي، إذ تحولت السيادة فعلياً إلى أيدي واشنطن”.

    وفي ختام مقالها، حذّرت لاندسمان من أن ما يجري قد يكون بداية عملية “ضم طوعي” للولايات المتحدة لإسرائيل أو حتى تدويل شامل للمنطقة بين النهر والبحر، قائلة بلهجة تهكمية حزينة:

    “من يعتقد أن الأمريكيين هنا فقط لإدارة غزة، عليه أن يعيد النظر… إنهم هنا أيضاً لإدارة إسرائيل.

    spot_imgspot_img