المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ما هي العقبات التي يواجهها ترامب في خوض حرب فنزويلا؟

    بلغت التوترات في منطقة البحر الكاريبي وفي المياه قبالة...

    عدوان صهيوني متجدد على لبنان: شهيدان وجريح سوري في قصف يستهدف الجنوب

    واصل العدو الصهيوني اعتداءاته الجوية على المناطق الجنوبية اللبنانية،...

    الشيخ “نعيم قاسم” يؤكد “جهوزية كاملة” لأي حرب قادمة ويكشف كواليس استهداف منزل نتنياهو

    أكد نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، في مقابلة مع قناة المنار بمناسبة مرور سنة على توليه منصب الأمين العام بالإنابة، أن احتمال اندلاع حرب جديدة مع العدو الإسرائيلي قائم مؤكداً جهوزية الحزب، لكنه شدد على أن الحزب لا يسعى لبدء نزاع، بل يضع نفسه في إطار “دفاعي” لحماية الأرض والمواطنين من أي اعتداء.

    وكرر قاسم أن “حزب الله لا يبدأ الحروب”، موضحًا أن مسار المقاومة منذ 1982 كان دائماً ردًّا على ما وصفه بـ الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية. وأكد استعداد الحزب للدفاع عن لبنان والفلسطينيين وسوريا ومصر في حال أي مواجهة مع إسرائيل، محذِّراً من أن استمرار الجمود في الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار قد يفضي إلى فقدان الضوابط الراهنة. وخاطب قاسم تل أبيب بالقول: “إن لم تُطبقوا الاتفاق فلن تحصلوا على نتيجة، ونحن سنستمر في الاستعداد لمقاومة أي عدوان محتمل”، مؤكداً أن المقاومة تبقى حقًا مشروعًا للدفاع عن الوطن أمام ما سمّاه «العدو المحتل».

    وذكر الشيخ قاسم أن استهداف منزل رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو خلال الحرب الأخيرة كان “إنجازًا استخبارياً”. وأوضح إن أحد المقاتلين في الميدان زوّد قادة الميدان بالخريطة والإحداثيات الدقيقة، فـ “أخذ الإذن ونفّذ الضربة، وكان موفقًا؛ هذا الأخ قدر أن يركّب الإحداثية بطريقة صحيحة”، مشددًا على أن المدرِّبين يملكون خبرات عالية، ودليل ذلك أن كلّ الأماكن التي استهدفوها أصيبوا فيها.

    وأكد قاسم أن الضربة كانت مقصودة واستهدفت المنزل ككل لا غرفة النوم فقط، واعتبر أن إصابة المكان المستهدف تُعدّ إنجازًا استخبارياً وعمليًا. وأضاف أن قصف تل أبيب جرى بناءً على قرار سياسي وأن قيادة المقاومة أظهرت انضباطًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن الهدف كان إيلام الإسرائيلي وأن الضربات كان يمكن أن تستمر لو استمرت الحرب.

    وفي رده على ما نُسب لإدارة المعركة من جهات خارج حزب الله، أكد قاسم أن حزب الله كان يدير المعركة بقيادته وقرار الشورى، مع اعترافه بأن المرشد الإيراني علي خامنئي قدّم أشكال الدعم وكان يتابع مجريات المعركة، لكنه نفى أن الإيرانيين هم من أداروا المعركة، مؤكداً أن القيادة والقرار كانا لحزب الله وأن الإنجازات كانت ثمرة عمل جماعي وتكامل بين القيادة والمقاتلين.

    وتطرّق قاسم إلى طبيعة منهج حزب الله بالقول إن الحزب اختار الإسلام منهج حياة، وهو منهج إيماني فكري ثقافي عملي وسلوكي وسياسي واجتماعي، وأن هذه الرؤية تمنح الأعضاء والاستعداد للتضحية والتثبّت أمام التحديات. وأضاف أن مناصري الحزب ومنظومته صامدون وغير مستسلمين أمام الضغوط أو الملذات العابرة.

    ووصف قاسم نفسه ومن هم في الصفوف الأولى بأنهم استشهاديون بمعناها الروحي والعملي: “كلمة ‘استشهادي’ تعني القبول باقتحام الصعاب من أجل تحقيق الفكرة ولا يهاب الموت”، مشيرًا إلى أن التضحيات لا تُصنع من قبل فرد واحد بل عبر تعاون أناس يقومون بوظائفهم.

    وكشف أيضًا عن قراره رفض مغادرة لبنان إلى إيران خلال العدوان، مبرّرًا ذلك بأن القيادة يجب أن تكون من الميدان وأن بقاؤه كان التزامًا دينيًا وأخلاقيًا. وأضاف أنه لم يشعر يومًا بالوحدة، وأن القرارات اتُّخذت بعد تشاور جماعي مع أعضاء الشورى والقيادات العسكرية.

    وعن أسلوب القتال والتكتيك، قال قاسم إن الحزب تحوّل من منظور إبراز فائض القوة (الذي ساد في فترة 2006–2023) إلى تكتيك أكثر تحفظًا لا يُظهر ما لا يملك؛ “نحن لا نُظهر فائض قوة… نعمل بطريقة عادية، ولدينا ما يكفينا من القوة”. وبيّن أن استهداف تل أبيب كان جزءًا من سياسة إيلام قد تُسرّع التوصل إلى وقف إطلاق النار، وأن الضربات كانت موزونة ومدروسة لتقليل ردود الفعل العنيفة وتجنب دفع ثمن باهظ.

    وحول قرار دخول “حرب الإسناد” مع غزة، قال إن المشاركة كانت سياسية وأخلاقية وضرورية لمنع العدو من شنّ حرب إبادة على المقاومة في غزة، معتبرًا أن تدخلهم كان في محله وسيعاد إذا تكررت الظروف نفسها.

    وختم قاسم بالتأكيد على أن إنجازات معركة “أولي البأس” ليست إنجازات فردية وإنما إنجازات الحزب والمقاومة جمعاء، وأن العملية كانت تُدار بقدر من الحذر والدقة بما يتناسب مع الأهداف السياسية والعسكرية المتاحة.

    spot_imgspot_img