المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ما هي العقبات التي يواجهها ترامب في خوض حرب فنزويلا؟

    بلغت التوترات في منطقة البحر الكاريبي وفي المياه قبالة...

    بلاكاس.. مزاد فرنسي يعرض تمثالاً أثرياً نادراً من اليمن وسط تصاعد الاتجار بالتراث المنهوب

    كشف الباحث المتخصص في تتبع الآثار اليمنية المهربة، عبد الله محسن، عن عرض رأس تمثال جنائزي مصنوع من المرمر لرجل يمني قديم للبيع في مزاد “بلاكاس” الفرنسي يوم الأربعاء المقبل الموافق 29 أكتوبر الجاري، في واقعة تعيد إلى الواجهة ملف النهب الممنهج للآثار اليمنية خلال سنوات الحرب.

    وأوضح محسن، في منشور له على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن التمثال منحوت بإتقان من حجر المرمر ذي العروق البيضاء والرمادية، ويتميّز بأسلوب واقعي يظهر ملامح الوجه العريضة والعينين الغائرتين، مشيراً إلى أن إحدى العينين ما تزال تحتفظ بتطعيمها الأصلي المصنوع من الصدف والحجر الجيري داخل إطار داكن من مادة قارية. وأضاف أن الشفتين مصوغتان برقة والأنف مستقيم، بينما الشعر محفور بخطوط دقيقة تغطي فروة الرأس ومؤخرة العنق، مبيناً أن القطعة تحمل آثار تشقق وصقل قديم يعكسان قدمها التاريخي وأهميتها الأثرية.

    وبيّن الباحث أن الرؤوس النصفية الجنائزية كانت تُوضع في محاريب المقابر بجنوب الجزيرة العربية لتجسيد ملامح المتوفى وتخليد ذكراه، في تعبير فني يجمع بين الرمزية الجنائزية والهوية المحلية في فن النحت العربي الجنوبي القديم.

    وأشار محسن إلى أن عرض هذه القطعة النادرة يأتي في ظل تصاعد أنشطة تهريب وبيع الآثار اليمنية المنهوبة في الأسواق الدولية، موضحاً أن عصابات مرتبطة بمرتزقة الحرب نشطت خلال السنوات الماضية في تهريب كنوز أثرية إلى الخارج وبيعها في مزادات أوروبية، في انتهاك صارخ للهوية اليمنية وللاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي.

    ويُعدّ هذا التمثال المعروض في باريس مثالاً جديداً على العبث المنظم بالتراث اليمني، وسط مطالبات متكررة من الباحثين والمهتمين بضرورة تحرك السلطات اليمنية والمنظمات الدولية لاستعادة الآثار المنهوبة وحماية ما تبقى من إرث البلاد الحضاري العريق.

    spot_imgspot_img