المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ما هي العقبات التي يواجهها ترامب في خوض حرب فنزويلا؟

    بلغت التوترات في منطقة البحر الكاريبي وفي المياه قبالة...

    ذي كريدل: التطبيع “السعودي الإسرائيلي” يهدد بانقسام إقليمي خطير ويقوّض شرعية المملكة في العالم الإسلامي

    حذّر تقرير نشره موقع “ذي كريدل” الأمريكي من أن انضمام السعودية المحتمل إلى “اتفاقيات أبراهام” قد يعيد تشكيل النظام الأمني الإقليمي، لكنه سيحمل تكلفة سياسية وأيديولوجية وأخلاقية باهظة، مشيراً إلى أن هذا المسار قد يؤدي إلى انقسام إقليمي عميق ويفتح الباب أمام اضطرابات في موازين القوى في الشرق الأوسط.

    وأوضح التقرير أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد عبّر عن أمله في انضمام السعودية إلى مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن ذلك سيجعل “الجميع ينضم”، في إشارة إلى رغبة واشنطن في إحياء مشروع التحالف الإقليمي الأمريكي – الإسرائيلي بقيادة الرياض، بما يرسّخ موقعها كمركز ثقل سياسي واقتصادي وديني في المنطقة.

    وأشار التقرير إلى أنه قبل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، كانت المحادثات بين الرياض وتل أبيب – بوساطة أمريكية – تقترب من تحقيق انفراجة مهمة، حيث طالبت السعودية بضمانات أمنية أمريكية، ووصول إلى أنظمة تسليح متطورة، ودعم لطموحاتها في المجال النووي المدني.

    في المقابل، رأى الاحتلال الإسرائيلي في هذا التقارب فرصة تاريخية للحصول على شرعية إقليمية غير مسبوقة. لكن عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 وما أعقبها من قصف دموي على غزة أدّيا إلى تجميد المسار بالكامل، مع تراجع الرياض أمام موجة الغضب الشعبي العارم في العالمين العربي والإسلامي.

    ويرى التقرير أن عودة الثقة لدى ترامب وإدارته في إمكانية إتمام الاتفاق لاحقاً تشير إلى أن الإطار الذي وُضع قبل الحرب لم يُلغَ، بل تأجّل فقط بانتظار ظروف سياسية أكثر ملاءمة.

    وأكد “ذي كريدل” أن ثقل السعودية الرمزي والسياسي يجعلها حالة استثنائية في المنطقة، فهي راعية لأقدس موقعين في الإسلام، وتملك ثروة نفطية هائلة ونفوذاً اقتصادياً واسعاً، إضافة إلى دورها القيادي في التيار العربي والإسلامي.

    وبالتالي، فإن تطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي قد يطلق تأثير الدومينو في العالمين العربي والإسلامي، ما يشكّل – بحسب التقرير – “الجائزة الإقليمية الكبرى” لتل أبيب، ويعزز كتلة إقليمية بقيادة أمريكية تمتد من المتوسط إلى الخليج، هدفها المعلن هو احتواء إيران والصين.

    لكن التقرير حذّر من أن التطبيع ليس خالياً من المخاطر، بل إن نجاحه قد يحمل بذور زعزعة الاستقرار الإقليمي، إذ إن أي اتفاق سعودي – إسرائيلي يتجاهل الحقوق الفلسطينية سيُنظر إليه في العالم الإسلامي على أنه خيانة للولاية الدينية للمملكة ولدورها القيادي. وأضاف أن الكارثة الإنسانية في غزة أعادت إحياء روح التضامن الإسلامي، وأن أي تحالف سعودي مع تل أبيب في ظل استمرار الحصار والمجازر بحق الفلسطينيين سيؤدي إلى انهيار مكانة المملكة الرمزية والدينية والسياسية في الوجدان العربي والإسلامي.

    واختتم التقرير بالتأكيد على أن السعودية تقف اليوم أمام مفترق طرق تاريخي: فإما أن تختار التموضع في محور واشنطن – تل أبيب على حساب القضية الفلسطينية، وإما أن تحافظ على دورها التقليدي كقوة إسلامية جامعة، تمثل القيم والمبادئ التي قامت عليها زعامتها في العالمين العربي والإسلامي.

    spot_imgspot_img