المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ما هي العقبات التي يواجهها ترامب في خوض حرب فنزويلا؟

    بلغت التوترات في منطقة البحر الكاريبي وفي المياه قبالة...

    القناة 12 العبرية: الاحتلال الإسرائيلي أصبح حلقة محورية في الرؤية الكبرى لابن سلمان وتطبيع “تحت السطح” يتقدّم بخطوات ثابتة

    نشرت القناة 12 العبرية مقالاً للبروفيسور عوزي رابي، الخبير في الجيوسياسة الإقليمية، أكد فيه أن رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعام 2030 تضع الاحتلال الإسرائيلي كعنصر حيوي داخل التحوّل الاقتصادي–التكنولوجي الإقليمي، رغم تعثّر مسار التطبيع السياسي بسبب الحرب على غزة. ويرى رابي أن ما يجري هو “تطبيع واقعي” يتقدّم بصمت، حيث تُفتح القنوات التي أُغلقت مع اندلاع الحرب تدريجياً من جديد، مشيراً إلى أن الطرفين ينجذبان نحو تطبيع مدني تدريجي يقوم على المصالح المشتركة لا على الخطابات السياسية.

    وأوضح المقال أن الشرق الأوسط يقف عام 2025 عند نقطة تحوّل مفصلية بين اقتصاد نفطي يلفظ أنفاسه وثورة تكنولوجية وطاقوية تعيد تشكيل موازين القوة. في هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة هندسة الفضاء الإقليمي عبر إنشاء ممر اقتصادي–استراتيجي يربط الهند والشرق الأقصى بالبحر المتوسط وأوروبا، وهو ما يجعل إسرائيل عقدة مركزية في هذا المشروع بفضل موقعها الجغرافي وقدراتها التقنية والهندسية.

    ويشير الكاتب إلى أن رؤية ابن سلمان 2030 لم تعد مجرد خطة اقتصادية، بل إعلان هوية وطنية جديدة للسعودية، تنقلها من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. ويرى أن هذا التحوّل يجعل المملكة بحاجة إلى التكنولوجيا والقدرات المتقدمة التي يمكن أن يوفرها الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في مجالات الطاقة والأمن السيبراني والتقنيات المتقدمة، ما يخلق تقاطع مصالح عملياً رغم غياب اتفاق رسمي.

    كما يلفت المقال إلى أن شركات إسرائيلية مثل “كاتسا” باتت تمثل محوراً استراتيجياً في الربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وتشكل جزءاً من البنية التحتية الطاقوية الإقليمية التي تمتد من خليج عُمان حتى أوروبا، مضيفاً أن وفداً مهنياً إسرائيلياً كبيراً زار السعودية مؤخراً، في إشارة واضحة إلى أن التعاون الفعلي يتوسع خلف الكواليس رغم الجمود السياسي.

    ويرى رابي أن القوة في الشرق الأوسط الجديد لم تعد تُقاس بالصواريخ والدبابات، بل بأنابيب البيانات والطاقة، وأن الاحتلال الإسرائيلي لا يُجرّ إلى المشروع الأمريكي–السعودي بل يتموضع داخله كحلقة أساسية تجمع بين المعرفة التكنولوجية والقدرة على بناء البنى التحتية. واعتبر أن التحالف الجديد بين واشنطن والرياض وتل أبيب لا يقوم على “دبلوماسية الأعلام” بل على دبلوماسية البنى والأنظمة والممرات الاقتصادية.

    ويختم التقرير بالقول إن “السلام الشامل” لم يعد مطروحاً في الأفق القريب، لكن “السلام العملي” قائم فعلاً عبر التعاون الاقتصادي والتكنولوجي المستتر. وفي نظر القناة 12، فإن زيارة ابن سلمان المرتقبة إلى الولايات المتحدة في نوفمبر 2025 قد تشكّل لحظة رمزية لانتقال التطبيع من السر إلى العلن، لتدخل المنطقة مرحلة جديدة يكون فيها الاحتلال الإسرائيلي جسراً بين عصر النفط وعصر المعرفة، وحجر زاوية في الرؤية الكبرى لولي العهد السعودي.

    spot_imgspot_img