المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ما هي العقبات التي يواجهها ترامب في خوض حرب فنزويلا؟

    بلغت التوترات في منطقة البحر الكاريبي وفي المياه قبالة...

    إعدامات جماعية وانتهاكات مروّعة.. تقرير أممي يكشف فظائع “الدعم السريع” بحق المدنيين في الفاشر

    كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، عن انتهاكات خطيرة وجرائم فظيعة ارتكبتها قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكداً أن ما يجري هناك يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

    وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، في بيان رسمي، إن التقارير الواردة من الفاشر “تشير إلى وضع كارثي للغاية منذ إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني يوم أمس”، مضيفاً أن “المعلومات الأولية تفيد بوقوع عمليات إعدام ميدانية وانتهاكات ذات دوافع قبلية ضد المدنيين”.

    وحذر تورك من تصاعد خطر وقوع مزيد من الفظائع الواسعة النطاق يوماً بعد يوم، داعياً إلى إجراءات عاجلة وملموسة لحماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة لمن يسعون للفرار من المدينة نحو مناطق أكثر أمناً.

    ووفقاً للتقرير، وثّقت صور أقمار صناعية ومشاهد ميدانية جثثاً متفحمة وعشرات القتلى في شوارع الفاشر، في مشهدٍ وصفته الأمم المتحدة بأنه “دليل صارخ على انهيار كامل للانضباط العسكري وغياب أي احترام للقانون الإنساني الدولي”.

    في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع في بيان لها يوم الأحد أنها أحكمت السيطرة على المقر العسكري الإستراتيجي للفرقة السادسة مشاة، ووصفت ذلك بـ“الانتصار الحاسم” في دارفور، بينما أكدت منصات سودانية ومنظمات إنسانية محلية أن القوات نفذت حملة قمع وحشية ضد المدنيين الذين حاولوا الفرار من مناطق الاشتباك.

    وأظهرت مقاطع مصوّرة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الجثث الملقاة على الأرض، قالت قوات الدعم السريع إنها تعود لجنود من الجيش السوداني، في حين كشفت لقطات أخرى جثثاً متفحمة ومركبات محترقة داخل مقر الفرقة السادسة، ما يشير إلى حجم الدمار الهائل والجرائم المرتكبة بحق الأسرى والمدنيين على حد سواء.

    ويأتي هذا التصعيد في ظل حصار خانق يفرضه الدعم السريع على الفاشر منذ أسابيع، وسط تحذيرات متكررة من منظمات حقوقية من أن المدينة قد تشهد “مجزرة جديدة” إذا لم يتم التدخل الدولي العاجل لوقف الانتهاكات وضمان حماية المدنيين.

    ويؤكد مراقبون أن ما يجري في الفاشر يُعدّ أخطر تطور في الصراع السوداني منذ اندلاعه في أبريل 2023، إذ يُخشى أن تتحول دارفور مجدداً إلى مسرح للإبادة العرقية، في ظل صمت دولي مريب وتزايد الأدلة على تورط قوات الدعم السريع في عمليات تطهير ممنهجة تستهدف السكان على أساس قبلي وجغرافي.

    spot_imgspot_img