المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    المقاومة تتهم الاحتلال بنسف الهدنة: مجزرة في جنين وشهداء القسام يثبتون معادلة الصمود

    في اليوم الثامن عشر من اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، تتكشف ملامح خرق واضح من جانب الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل مماطلته وافتعاله للأزمات في محاولة للتنصل من التزاماته، بينما تلتزم المقاومة الفلسطينية بروح الاتفاق وتؤكد جاهزيتها للدفاع عن شعبها في مواجهة العدوان المتواصل.

    وأكد مصدر قيادي في حركة حماس أن الاحتلال يتعمّد عرقلة تنفيذ الاتفاق ووضع العراقيل أمام عمليات البحث الإنساني، مشددًا على أن رواية العدو بشأن تباطؤ المقاومة كاذبة ومضللة، وهدفها “تغطية استمرار جرائمه في غزة والضفة”. وأضاف المصدر أن الاحتلال يسعى لخلق ذرائع جديدة لإعادة التصعيد في ظل فشله في تحقيق أي إنجاز ميداني أو سياسي.

    في المقابل، حاول مكتب نتنياهو قلب الحقائق باتهام المقاومة بخرق الاتفاق، معلنًا أن رئيس حكومة الاحتلال سيعقد اجتماعًا لبحث “الرد على الانتهاكات”، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدًا لتصعيد جديد يهدف إلى إنقاذ صورة جيشه المنهارة.

    وفي الضفة الغربية المحتلة، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة بعد أن حاصر فجر اليوم بلدة كفر قود في جنين، مستخدمًا الطيران الحربي والجرافات في عدوان همجي أسفر عن استشهاد ثلاثة مقاومين أبطال بعد معركة بطولية خاضوها حتى اللحظة الأخيرة. وأكدت مصادر ميدانية أن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت المنطقة وحاصرت منزلاً وكهفاً يتحصن فيه المقاومون، قبل أن تُقدم على قصف الموقع بشكل وحشي أدى إلى تدميره بالكامل.

    ونعت كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهداء عبد الله جلامنة وقيس البيطاوي وأحمد نشرتي الذين خاضوا اشتباكًا مشرفًا مع قوات العدو، مؤكدة أن “دماء الشهداء ستبقى وقودًا لمواصلة المقاومة حتى زوال الاحتلال”. وأضافت في بيانها أن الاغتيالات الجبانة لن تُضعف عزيمة المجاهدين، بل تزيدهم إصرارًا على الردّ والانتقام.

    أما حركة الجهاد الإسلامي فأكدت أن ما جرى في جنين هو جريمة حرب متكاملة الأركان تُضاف إلى سجل الاحتلال الدموي، مشددة على أن العدو يستخدم القناصة والقصف الجوي ضد مدنيين عُزّل في محاولة لترهيب الشعب الفلسطيني، وأن المقاومة “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم”.

    وفي الوقت نفسه، كثّفت قوات الاحتلال حملات الاعتقال والمداهمة في أنحاء الضفة، حيث اعتقلت عشرة فلسطينيين في مدن متفرقة، بينما أصدرت أوامر جديدة لنهب الأراضي الفلسطينية بذريعة “أغراض أمنية وعسكرية”. ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن الاحتلال أصدر خمسة أوامر جديدة للاستيلاء على نحو 73 دونماً من أراضي المواطنين في محافظة رام الله والبيرة، ضمن سياسة ممنهجة لاقتلاع الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات.

    وأشارت الهيئة إلى أن العدو أنشأ 30 منطقة عازلة جديدة حول المستوطنات منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، في محاولة لفرض وقائع استعمارية دائمة، لافتة إلى أن سياسة “وضع اليد” أدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى الاستيلاء على أكثر من 75 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية.

    يأتي هذا التصعيد في وقتٍ تلتزم فيه المقاومة بوقف إطلاق النار احترامًا للاتفاق الإنساني، بينما يواصل الاحتلال خروقاته وعدوانه وجرائمه الميدانية، في مشهد يؤكد أن العدو الصهيوني هو من يسعى لإشعال المنطقة مجددًا.

    ورغم الدماء والمعاناة، تؤكد فصائل المقاومة أن المعادلة لن تعود كما كانت، وأن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى، فكل جريمة يقترفها الاحتلال ستقابل بردٍّ مؤلم، وأن طريق الحرية الذي رسمته دماء الشهداء في غزة والضفة ماضٍ حتى زوال الكيان المحتل.

    spot_imgspot_img