في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر في قطاع غزة، وجّه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أوامر مباشرة للقيادة العسكرية بتنفيذ “ضربات قوية” ضد القطاع فوراً، عقب اجتماع أمني طارئ عقده لبحث ما وصفه بـ”انتهاكات حماس” لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مكتب نتنياهو إن القرار جاء بعد مشاورات مطوّلة مع قادة الجيش ووزارة الدفاع، زاعماً أن “المقاومة الفلسطينية لم تلتزم ببنود الاتفاق”، في حين تؤكد مصادر ميدانية أن الاحتلال هو من بدأ خرق الهدنة بسلسلة غارات جوية ومدفعية على رفح وغزة، استهدفت منازل المدنيين ومخيمات النازحين.
وفي المقابل، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تأجيل تسليم جثة أحد الأسرى الإسرائيليين التي كان مقرراً تسليمها اليوم ضمن بنود الاتفاق، مؤكدة أن القرار جاء “رداً على خروقات الاحتلال المستمرة” وعدم التزامه بتعهداته.
وقالت الكتائب في بيان مقتضب إن المقاومة “لن تكون الطرف الصامت إزاء العدوان”، وإنها “تحتفظ بحقها الكامل في الرد بالطريقة والوقت المناسبين”، مشددة على أن الاحتلال هو من يتحمل مسؤولية انهيار أي اتفاق للتهدئة.
ويرى مراقبون أن نتنياهو يسعى من خلال هذا التصعيد إلى إفشال مسار التهدئة واستعادة زمام المبادرة السياسية بعد فشله في إدارة الأزمة الداخلية داخل حكومته، بينما تحاول المقاومة ضبط النفس للحفاظ على مكتسبات الاتفاق، دون السماح للاحتلال بفرض معادلات جديدة عبر سياسة النار والضغط العسكري.
كما أكد مصدر طبي في المستشفى المعمداني إصابة عدد من المدنيين الفلسطينيين إثر إطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال في حي الزيتون جنوب شرق غزة، بينما نفذت قوات هندسية إسرائيلية عمليات نسف واسعة شرق المدينة ومخيم البريج، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف استهدف مناطق متفرقة وسط القطاع.
وأشار مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى أن الاحتلال ارتكب 125 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ، ما أدى إلى استشهاد 94 فلسطينيًا وإصابة 344 آخرين. وأضاف البيان أن قوات الاحتلال نفذت 52 عملية إطلاق نار مباشر على المدنيين، و9 عمليات توغل بالآليات العسكرية داخل الأحياء السكنية، متجاوزة ما يُعرف بالخط الأصفر، وهو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة.
كما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغت 68,531 شهيدًا و170,402 جريح، في استمرار للمجازر اليومية التي ترتكبها آلة الاحتلال بحق شعب أعزل يعيش تحت الحصار والدمار منذ عام كامل.
