المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    قائد الثورة يشيد بوحدة مرور الطرق: نموذج إنساني وخدمي يجسّد روح المسؤولية

    أشاد قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، بالدور الخدمي والإنساني...

    وعد بلفور المشؤوم.. من بداية الكارثة إلى فجر النهاية

      في 2 نوفمبر 1917، وقّع وزيرُ الخارجية الاحتلال البريطاني...

    تهديدات نتنياهو.. عندما يفشل السلاح يَصْعَد الخطاب

    إن تهديدات مجرم الحرب نتنياهو ضد اليمن ليست في...

    اليمن.. العبء الاستراتيجي الذي لم يكن في حسبان الكيان

    في هذه اللحظة التاريخية، حَيثُ تتضح معالم المعركة الفاصلة بين الحق والباطل، تبرز اليمن بصلابة موقفها وقوة إيمان قيادتها وشعبها، كعنوان للثبات والعزيمة التي لا تلين.

    إن التصريحات والتهديدات المباشرة التي أطلقها رئيس وزراء الكيان الغاصب تجاه اليمن ليست سوى اعتراف ضمني بالوقع المؤلم والصدمة الوجودية التي أحدثها الإسناد اليمني لطوفان الأقصى. هذا التهديد يؤكّـد حقيقة إيمانية وسياسية عميقة: لقد اجتمع الإيمان كله للشرك كله في مشهد يعيد إلى الأذهان أعظم الملاحم.

    لا يمكن فصل الحاضر عن الماضي، فالتاريخ الإسلامي يزخر بالدروس التي تتجسد اليوم. حينما تداعت الأحزاب على المدينة في غزوة الخندق، وتخاذل الكثيرون عن مواجهة بطل الشرك وفارسهم المغرور عمرو بن عبد ود، كان المشهد يجسد لحظة اختبار للإيمان واليقين. لم يبرز لكسر هذا الجبروت وكفره المتجبر إلا الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، الذي يمثل قمة التضحية والإقدام.

    واليوم، في طوفان الأقصى، وعلى مرأى ومسمع من العالم الذي آثر الصمت أَو الهرولة نحو التطبيع، لم يقف في وجه صلف وغطرسة الكيان إلا ذرية الإمام علي عليه السلام في محور المقاومة، وعلى رأسها قيادة اليمن وشعبها الأبي. لقد كان الإسناد اليمني لإخواننا في غزة، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، فعلًا مفعمًا بالعزيمة والإيمان، يتجاوز حدود الجغرافيا والمصالح الضيقة، وينسجم تمامًا مع جوهر القرآن الكريم ومبادئ القيم الإنسانية العليا التي ترفض الظلم والاحتلال.

    لقد ظن الكيان الصهيوني أنه على كُـلّ شيء قدير، وأن ترسانته العسكرية وتحالفاته الإقليمية والدولية تمنحه حصانة مطلقة. لكن جبهة اليمن، بقرارها الإيماني الجريء، حطمت هذا الوهم. إن حالة الألم التي يشعر بها الكيان اليوم، والناجمة عن العزيمة اليمنية، لم تكن في الحسبان مطلقًا. لقد تحولت هذه الجبهة إلى هدف حقيقي يهدّد وجوده وممراته الحيوية، وأصبحت تشكل عبئًا استراتيجيًّا لا يمكن إنكاره.

    هذه الحقيقة، التي يقر بها العدوّ بلسان التهديد، هي ما أعمى الله بصيرتها عن عميان القلوب ومنافقي العرب الذين آثروا الركون إلى الظالم وسارعوا إلى حضنه. موقف الشعب اليمني وقيادته المؤمنة كشف حقيقتهم للعالم كله، مميزًا بين من يناصر الحق إيمانًا وبين من يبيع الضمير والمقدسات طمعًا.

    إن ما يجري اليوم هو تحقيق لوعد الله الذي لا يتخلف. فالاجتماعات والإعدادات المشبوهة، بمساعدة عربية واضحة، لكسر عزيمة اليمنيين، لن تزيدهم إلا ثباتًا ويقينًا بأنهم على الدرب الصحيح. إنها محاولات يائسة لستر خزي العمالة وكبت صوت الحق الذي صدع به اليمن.

    الشعب اليمني، بقيادة السيد القائد، الذي أراد الله به إحياء الدين ووضع حَــدّ للمتسلطين المتجبرين، يحمل اليوم لواء النصر القادم. إنه يرى وعد الله يقترب بوضوح البصر والبصيرة، كما يرى المتجبرون نهايتهم المحتومة.

    إن هذا الموقف الإنساني والإيماني الخالص يمنح الأُمَّــة قاطبة درسًا في أن العزة ليست بالعدة والعدد، بل باليقين والتوكل على الصمد. إنها دعوة صادقة إلى كُـلّ حر وشريف بأن يتيقن بأن النصر قادم لا محالة، وأن العاقبة للمتقين.

    فوالله إننا نرى وعد الله يقترب كما ترون أنتم نهايتكم المحتومة والعاقبة للمتقين.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    بشير ربيع الصانع

    spot_imgspot_img