المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صفقة الـF-35 للسعودية.. هل تُسقط تفوق “إسرائيل” في سماء الشرق الأوسط؟

      البنتاغون يوافق على مرحلة متقدمة في صفقة بيع 48...

    إسرائيل وأمريكا يختلقان مؤامرة لتبرير العدوان على العراق

    الكيان الإسرائيلي المحتل، المدعوم من الولايات المتحدة، يعود مجدداً...

    إسرائيل وأمريكا يختلقان مؤامرة لتبرير العدوان على العراق

    الكيان الإسرائيلي المحتل، المدعوم من الولايات المتحدة، يعود مجدداً إلى صناعة رواية زائفة لتبرير عدوان جديد، وهذه المرة ضد العراق. فقد زعم جهاز الموساد أن حركة المقاومة العراقية المناهضة للاحتلال الأميركي ولتنظيم داعش، تستعد لمهاجمة الكيان الصهيوني.

    تأتي هذه الدعاية في لحظة حساسة، قبل أيام فقط من انتخابات 11 تشرين الثاني/نوفمبر في العراق، والتي قد تعيد تشكيل مستقبل البلاد السياسي. إن توقيت هذه الادعاءات ذو طابع سياسي بحت، ويهدف بوضوح إلى إثارة الخوف وإشاعة عدم الاستقرار.

    دعاية مُقنَّعة على شكل “معلومات استخبارية”

    روّجت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية تقارير تزعم أن الموساد وجيش الاحتلال الإسرائيلي “يستعدان بصمت لجبهة هجومية جديدة من الشرق”. وادّعت أن قوات عراقية، من بينها الحشد الشعبي، “متموضعة لإطلاق هجمات منسقة بالصواريخ والمسيّرات نحو أهداف صهيونية”. إلى جانب ذلك، جرى تداول مزيد من القصص المضلِّلة: أن قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني يجتمع بقادة المقاومة العراقية؛ أن كتائب حزب الله تمتلك مسيّرات بعيدة المدى؛ أن الكيان المحتل يشن ضربات على “مراكز لوجستية” قرب الحدود الإيرانية – العراقية؛ وأن “الفرقة 96 غلعاد” تتدرب بكثافة في غور الأردن.

    كل هذه الادعاءات بلا مصادر موثوقة، وهي جزء من حملة تضليل أوسع تهدف إلى تصوير العراق كأداة إيرانية، وتبرير اعتداءات مستقبلية من قبل الكيان الصهيوني وحليفه الأميركي.

    تفنيد الادعاءات المضلِّلة

    1- القوات العراقية وطنية وليست تابعة للخارج: القوات المسلحة العراقية، بما فيها قوات الحشد الشعبي، تعمل تحت سلطة القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية. تمويلها عراقي، لا إيراني. ووصمها بأنها “تابعة لإيران” ليس إلا محاولة لنسف سيادة العراق واستقلاله.

    2- العراق يريد السلام لا حرباً جديدة: بعد عقدين من الحروب والإرهاب، أعلنت الحكومة العراقية بوضوح رفضها لأي صراع جديد. وقد كرر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومستشاره للأمن القومي قاسم الأعرجي هذا الموقف مراراً.

    ومع اقتراب الانتخابات، ينصبّ تركيز العراق على الاستقرار والأمن وإعادة الإعمار، لا على مواجهة مع الكيان الصهيوني أو غيره.

    3- لا دليل على خطة هجوم عراقية: لا يوجد أي دليل موثوق على أن فصائل المقاومة العراقية تستعد لإطلاق صواريخ أو مسيّرات نحو الكيان الصهيوني. فكرة “هجوم عراقي منسّق” غير واقعية ولا منطقية عسكرياً. الهدف من هذه الرواية هو منح الولايات المتحدة والكيان المحتل ذريعة لشن هجوم على العراق وزيادة الضغط على إيران.

    4- تحريف للاتصالات الإيرانية – العراقية: الادعاء بأن قائد فيلق القدس اللواء قاآني يوجّه الفصائل العراقية ادعاء كاذب. وإذا زار اللواء قاآني العراق، فسوف يلتقي مسؤولين حكوميين، لا قادة فصائل. وحملة التضليل تحوّل اللقاءات الدبلوماسية أو الأمنية الطبيعية إلى روايات عن “تنسيق إرهابي” لدعم السردية الصهيونية.

    5- مبالغات حول قدرات المقاومة: الزعم بأن كتائب حزب الله تمتلك مسيّرات بعيدة المدى تستهدف الكيان ادعاء زائف. الفصيل لا يسعى إلى إشعال توترات جديدة، خصوصاً بعد تعهّد الحكومة العراقية بخروج القوات الأميركية. هذه الادعاءات المبالغ فيها تهدف فقط إلى تصوير العراق كتهديد وتبرير عدوان جديد.

    الهدف الحقيقي وراء الدعاية

    حديث الكيان الصهيوني عن “جبهة شرقية” ليس إلا تحريضاً على الحرب. ومن خلال اختلاق تهديد من العراق، يسعى الكيان وحلفاؤه الأميركيون إلى:

    _تبرير انتهاك السيادة العراقية.

    _التأثير على الانتخابات المقبلة.

    _زعزعة استقرار الحدود الإيرانية.

    _إبقاء المنطقة مفككة وتابعة للهيمنة الأميركية.

    والحقيقة واضحة: القوات العراقية تتبع بغداد لا طهران. العراق، مثل إيران، يريد السلام لا الحرب. والخبراء العسكريون يجمعون على أنه لا وجود لأي مؤشرات جدية عن خطة لاستهداف الكيان.

    هذه الدعاية الصهيونية ليست دفاعاً عن النفس، بل تمهيد لعدوان جديد، بغطاء من الولايات المتحدة الأمريكية.

    spot_imgspot_img