في تصعيدٍ جديد يؤكد استمرار العدوان على السيادة اللبنانية، شنّ الطيران الحربي التابع للكيان الصهيوني اليوم الخميس سلسلة اعتداءات مركّزة على قرى الجنوب اللبناني، طالت مناطق سكنية ومرافق مدنية، في مشهدٍ يعيد التوتر إلى الحدود ويكشف حجم التنسيق العسكري بين تل أبيب وواشنطن.
ووفقًا لمصادر ميدانية وإعلامية متطابقة، استهدف الطيران المعادي بلدتي طيردبا وعيتا الجبل، قبل أن يشن غارة مباشرة على منزل في بلدة الطيبة، فيما نفّذ قصفًا جويًا عنيفًا على أطراف بلدة العباسية وتحديدًا في منطقة الشرافيات. وأشارت المصادر إلى أن الانفجارات تسببت بأضرار جسيمة في الممتلكات المدنية، دون أن يُعرف بعد حجم الخسائر البشرية نتيجة استمرار التحليق المكثّف للطائرات المسيّرة في أجواء المنطقة.
كما أطلقت قوات الاحتلال رشقات رشاشة من موقع مسكف عام باتجاه البلدات اللبنانية المجاورة، في خرقٍ واضحٍ للسيادة ولاتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة بعد حرب تموز، بينما حلّقت طائرات مسيّرة على علو منخفض فوق قرى الجنوب، مسببة حالة من الذعر بين السكان، خصوصًا في بلدات بنت جبيل ومارون الراس وعيترون.
وفي حادث منفصل، ألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية على منطقة رأس الناقورة، في خطوة وُصفت بأنها “رسالة تحذير عدوانية” تهدف إلى استفزاز الجيش اللبناني والمقاومة واستدراج ردٍّ ميداني.
وبحسب ما نقلته “هيئة البث العبرية”، فإن الهجمات على لبنان “تُنفّذ بالتنسيق الكامل مع القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة قيادة الشمال”، في إشارة إلى الدور الميداني للولايات المتحدة في دعم الاعتداءات وتوسيع رقعة التصعيد على الجبهة الشمالية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من تحذيرات المقاومة اللبنانية من أن أي اعتداء جديد على الأراضي اللبنانية “لن يمرّ من دون ردٍّ موجع”، مؤكدة أن الاحتلال يتحمّل كامل المسؤولية عن تبعات الاستفزازات الجوية والبريّة المستمرة.
