في تطوّر أمني جديد، كشفت وزارة الداخلية في صنعاء، اليوم، جزءًا من اعترافات إحدى خلايا شبكة التجسس التي تم ضبطها مؤخرًا في إطار عملية “ومكرُ أولئكَ هو يبور”، التي وُصفت بأنها إحدى أوسع العمليات الأمنية ضد التجسس الأجنبي في اليمن خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت الوزارة أن الاعترافات تضمنت تفاصيل دقيقة حول أدوار أفراد الخلية في “خدمة الكيان الصهيوني وأجهزته الاستخباراتية”، بما يشمل آليات التجنيد، ونقل المعلومات، والتنسيق العملياتي بين عناصر الشبكة وضباط الارتباط في الخارج.
ويأتي هذا الكشف بعد إعلان الوزارة، السبت الماضي، القبض على شبكة تجسسية تعمل تحت إدارة غرفة عمليات مشتركة تضم المخابرات الأمريكية (CIA)، والموساد الإسرائيلي، والمخابرات السعودية، ومقرها في الأراضي السعودية. ووصفت الداخلية العملية بأنها “ضربة مزدوجة قوية للأعداء”، مؤكدة أن الشبكة كانت تنفذ “أنشطة معادية تمس الأمن الوطني اليمني والسيادة الوطنية”.
وبحسب ما ورد في الاعترافات، فقد تلقّى عناصر الخلية تدريبات مكثفة على برامج رقمية متخصصة، منها تطبيقات لتحديد الإحداثيات ورفعها، وأخرى للتواصل المشفّر مع الضباط المشغلين، بالإضافة إلى تدريبات على طرق الرصد وجمع المعلومات الميدانية، وسحب الشبكات ورفع التقارير الأمنية الدقيقة.
كما بيّنت التحقيقات أن عناصر الخلية كانوا يزوّدون غرفة الاستخبارات المشتركة بمعلومات حول مواقع استراتيجية ومنشآت حيوية داخل الأراضي اليمنية، تمهيدًا لاستهدافها عبر الطيران الأمريكي أو الإسرائيلي، وفقاً للرواية الرسمية.
وأكدت وزارة الداخلية أن هذه العملية تأتي ضمن حملة أمنية موسعة ضد شبكات التجسس المرتبطة بالموساد والمخابرات الأمريكية والسعودية، مشيرة إلى أن “التحقيقات ما تزال جارية مع بقية أفراد الشبكات التي تم ضبطها مؤخراً”، وأن المعلومات المستخلصة من الاعترافات كشفت حجم الاختراق الاستخباراتي الذي كانت تلك الشبكات تسعى لتحقيقه داخل مؤسسات الدولة والمجتمع اليمني.
وجاء في ختام بيان الداخلية: “إن الأجهزة الأمنية ستواصل ملاحقة كل من يثبت تورطه في خدمة الأعداء، وإن من يتعامل مع الكيان الصهيوني وأعوانه لن يفلت من العقاب. اليمن اليوم أكثر وعياً وصلابة في مواجهة حروب التجسس والحرب الناعمة التي تستهدف أمنه واستقلاله.”
