المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    فلكي يمني يحذر من ثلاث ليالٍ باردة قد تصل حدّ الصقيع في المرتفعات

    حذّر الفلكي اليمني عدنان الشوافي من موجة برد قادمة...

    مادورو يتوعّد واشنطن: “لن نكون عبيداً للإمبريالية الأمريكية وسندافع عن فنزويلا بوحدةٍ صلبة”

    أطلق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تصريحات نارية جديدة، جدّد...

    المقاومة تُسلّم جثمان “أسير صهيوني” والاحتلال يواصل خروقاته في غزة والضفة

    تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيداً ميدانياً متواصلاً رغم اتفاق وقف...

    واشنطن تكشف الثمن الحقيقي لاعترافها بـ”الشرع”: تطبيع علني وتصفية لمعارضي إسرائيل في سوريا

    كشفت مصادر أمريكية رسمية عن جوهر التفاهمات التي تمت بين الإدارة الأمريكية ورئيس ما يُعرف بـ”الجماعات المسلحة في سوريا” أحمد الشرع، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، وهي زيارة وُصفت بأنها “نقطة تحول تاريخية في مسار الشرق الأوسط”، لكنها – وفق مراقبين – تحمل في طياتها أثماناً سياسية باهظة تمس جوهر القضايا العربية، وعلى رأسها فلسطين والمقاومة ضد إسرائيل.

    وقالت أوساط دبلوماسية إن الاعتراف الأمريكي بالشرع لم يكن مجانياً، بل جاء مقابل التزامات واضحة تجاه واشنطن وتل أبيب، تتعلق بإعادة تموضع النظام الجديد في دمشق ضمن المحور الغربي، وقطع أي صلة بالمقاومة في فلسطين ولبنان. ويشير محللون إلى أن الشرع يسعى من خلال هذا التقارب إلى كسب “شرعية دولية” عبر البوابة الإسرائيلية، ولو على حساب القضية الفلسطينية والهوية القومية لسوريا.

    وفي بيان رسمي، قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا باراك عقب الزيارة: “هذا الأسبوع يُمثل نقطة تحول حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث. لقد كان لي الشرف بمرافقة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، حيث أصبح أول رئيس دولة سوري يزور البلاد منذ استقلالها عام 1946”، مضيفاً أن “دمشق الجديدة ستكون شريكاً فاعلاً في مواجهة داعش والحرس الثوري الإيراني وحماس وحزب الله، وستنخرط في جهود السلام الإقليمي”.

    هذه التصريحات، كما يرى مراقبون، تكشف بوضوح أن واشنطن أرادت من هذه الزيارة إعلان نهاية “سوريا القديمة” وبداية مرحلة “سوريا الجديدة” التي تتجه نحو التحالف مع إسرائيل والغرب، بعيداً عن أي اصطفاف عربي أو مقاوم.

    ويرى الخبراء أن الرسالة الأمريكية واضحة ومباشرة: دمشق “الجديدة” ليست دمشق حافظ الأسد ولا بشار الأسد، بل هي دمشق “الجولاني” – كما يصفها خصومها – التي تعتبر التقارب مع الكيان الصهيوني طوق النجاة الوحيد لنظامها الهش، وتتعامل مع فصائل المقاومة كعبء يجب التخلص منه لضمان الدعم الغربي والإسرائيلي.

    وتشير المعلومات إلى أن النظام الجديد في سوريا بدأ فعلياً بخطوات تدريجية لتصفية الوجود السياسي والعسكري للفصائل الفلسطينية التي احتضنتها دمشق لعقود، خصوصاً تلك التي لعبت أدواراً بارزة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ويصف مراقبون هذه التحركات بأنها “تصفية سياسية صامتة لمعسكر المقاومة في سوريا” تمهد لمرحلة جديدة عنوانها “دمشق تحت المظلة الأمريكية – الإسرائيلية”.

    وبينما تعتبر واشنطن هذا التحول “نجاحاً استراتيجياً” في فصل سوريا عن محور المقاومة الممتد من طهران إلى غزة، يحذر محللون من أن هذه التنازلات تمثل أخطر تحوّل جيوسياسي في تاريخ سوريا الحديث، إذ يتم استبدال خطاب “الصمود والممانعة” بخطاب الشراكة مع من كان يُعد العدو الأول للأمة.

    وبذلك، يبدو أن الاعتراف الأمريكي بالشرع جاء مشروطاً بولاءٍ سياسي وأمني كامل، وأن الثمن الحقيقي لهذه الزيارة قد لا يُدفع بالدولار، بل بالقضية الفلسطينية نفسها.

    spot_imgspot_img