حذّر تقرير مشترك لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) من أنّ ملايين الأشخاص حول العالم يواجهون خطر المجاعة، في ظلّ تفاقم الأزمات الإنسانية ونقص التمويل الدولي، ما ينذر بكارثة غذائية غير مسبوقة.
وأوضح التقرير – الذي نشرته وكالة الصحافة الفرنسية – أنّ النزاعات والعنف هما السببان الرئيسيان لانعدام الأمن الغذائي الحاد في معظم الدول المعرضة للخطر، مشيراً إلى أنّ الأوضاع المعيشية تتدهور بوتيرة متسارعة في مناطق الصراع والنزوح، حيث تُدمّر الحروب البنى التحتية وتقطع طرق الإمداد الأساسية.
وأدرجت المنظمتان الدوليتان هايتي، ومالي، وفلسطين، وجنوب السودان، والسودان، واليمن ضمن أسوأ البلدان التي تواجه خطراً وشيكاً بالجوع الكارثي، مؤكّدتين أنّ ملايين السكان في هذه الدول يفتقرون إلى الغذاء والماء والمساعدات الأساسية، بينما تتراجع قدرات المنظمات الإنسانية بسبب نقص التمويل العالمي وتراجع الدعم الدولي.
ويأتي هذا التحذير الأممي في وقتٍ يتزايد فيه تأثير تغيّر المناخ وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة على الدول الفقيرة، ما يضاعف من معاناة الشعوب التي ترزح تحت وطأة الصراعات المسلحة والعقوبات الاقتصادية، خصوصاً في اليمن والسودان وفلسطين حيث أصبح الجوع تهديداً يومياً للحياة.
ويخلص التقرير إلى أن العالم يقف أمام منعطف خطير في مسار الأمن الغذائي العالمي، وأنّ السكوت الدولي عن معالجة جذور الأزمات السياسية والاقتصادية في هذه الدول سيجعل من المجاعة “أمراً واقعاً” لا يمكن احتواؤه لاحقاً.



