المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    عاصفة رقمية عالمية تعطل منصات الإنترنت الكبرى

    شهدت الشبكة العنكبوتية اليوم كارثة تقنية غير مسبوقة أطاحت بالعديد من...

    جمعية أوكسفورد البريطانية: إسرائيل أكبر تهديد لمنطقة الشرق الأوسط

    في تطور لافت يعكس تحولاً في المزاج الأكاديمي والسياسي...

    الشيخ “نعيم قاسم” يكشف خطر وصاية واشنطن على لبنان ومسارات المواجهة

    كشف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن الأبعاد الخطيرة للوصاية الأمريكية على لبنان، معتبراً أنها تمثل تهديداً وجودياً للسيادة الوطنية واستقرار البلاد. وجاءت تصريحاته خلال فعالية إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد القائد الإعلامي محمد عفيف، حيث قدم رؤية شاملة للأزمة اللبنانية بمختلف أبعادها السياسية والاقتصادية والأمنية.

    أكد الشيخ قاسم أن الدور الأمريكي في لبنان تجاوز حدود الوساطة التقليدية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن التصريحات الرسمية “الإسرائيلية” تؤكد التنسيق المباشر مع واشنطن في تحديد أهداف وحدود العمليات العسكرية. وأوضح أن هذا الدور يتضمن توجيهاً استراتيجياً للعدوان بما يخدم الأجندة السياسية الأمريكية في المنطقة.

    وكشف الأمين العام عن المنهجية الأمريكية في إفساد الوضع اللبناني منذ عام 2019، حيث عملت على تحويل الحراك الشعبي الحقيقي إلى فتنة طائفية واجتماعية تهدف إلى إرباك المشهد الوطني وتغيير موازين القوى. وأشار إلى أن الانهيار الاقتصادي والمالي الشامل، بما فيه انهيار العملة الوطنية وإفلاس النظام المصرفي، يمثل نتيجة حتمية للسياسات الأمريكية الممنهجة.

    وسلط الشيخ قاسم الضوء على زيارة وفد وزارة الخزانة الأمريكية إلى لبنان، معتبراً إياها جزءاً من استراتيجية الضغط المالي والشامل التي تستهدف بشكل خاص مؤسسة “القرض الحسن” التي تمثل شبكة أمان اجتماعي حيوية للمواطنين من مختلف الانتماءات الطائفية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

    وحذر من المخاطر الجسيمة لاستمرار الوصاية الأمريكية، مؤكداً أن تداعيات الانهيار تشمل جميع اللبنانيين دون استثناء. وأشار إلى أن بعض الأطراف المحلية أصبحت أدوات لتنفيذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي، معرباً عن رفضه الهجوم على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يمثل في نظره رمزاً للاستقرار السياسي والوطني.

    وتناول الأمين العام التصعيد الإسرائيلي المتزايد، مستشهداً بتقارير اليونيفيل التي تؤكد تجاوز الخط الأزرق وخسارة آلاف الأمتار المربعة من الأراضي اللبنانية. وأكد أن طبيعة العدوان الإسرائيلي أصبحت شاملة لا تستثني أي من المكونات الوطنية، من قوات دولية وجيش وطني ومدنيين، في إطار استراتيجية تهدف إلى منع أي استقرار في الجنوب وسائر المناطق.

    ووجه رسالة إلى الحكومة اللبنانية داعاً إياها إلى مراجعة شاملة لسياسة التنازلات التي لم تحقق أي نتائج إيجابية، مشيراً إلى أن الالتزام اللبناني بالاتفاقيات لم يقابله أي التزام من الجانب الإسرائيلي. وطالب بتبني موقف وطني موحد وحازم في الدفاع عن السيادة والحقوق الوطنية.

    اختتم الشيخ قاسم بالتشديد على أن الوحدة الوطنية تمثل الضمانة الأساسية لمواجهة التحديات، معتبراً أن تحرير الأرض وتحقيق الاستقلال الكامل يتطلب توحيد جهود جميع اللبنانيين في مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يتهدد مستقبل البلاد ووجودها.

    spot_imgspot_img