المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    تشديد القيود على اليمن.. ممرٌّ للعسكرة وتهديدٌ للملاحة الدولية

    في خطوةٍ تصعيدية تندرج ضمن سياسة الكيل بمكيالين، صوّت...

    غزة.. هُدنة مع وقف التنفيذ بإشراف مجلس الوصاية الاستعماري

    تستطيع الصورة أن تنقُلَ تفاصيل الإجرام الصهيو-أمريكي، وعمليات الإبادة...

    قرار مجلس الأمن حول غزة.. هزيمة عسكرية لـ”إسرائيل” ودبلوماسية للعرب

    جاء قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة ليكشف حقيقتين...

    صنعاء تفكك خيوط المعسكر الأمريكي.. الإنجاز الأمني يكشف مسارات المواجهة المقبلة مع إسرائيل «والورطة السعودية تكبر»

    بين السندان والمطرقة: مأزق التحالف المناوئ لصنعاء

    التحالف المناوىء بين السندان والمطرقة، فالذهاب إلى تفجير الوضع لا يوفر البيئة الرخوة الملائمة للعمل الاستخباري النوعي، والذهاب إلى سلام ودفع استحقاقاته يضع بين يدي صنعاء الأموال ويرفع عن كاهلها الضغط الشعبي.

    تكثيف العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في اليمن

    ليس مفاجئا أن تتكثف العمليات الاستخبارية للعدو الإسرائيلي في اليمن، ذلك أمر مسلَّم به في ظل تحول اليمن إلى ساحة مواجهة رئيسية للعدو الإسرائيلي، وتهديد استراتيجي كبير سناتي على تفصيله لاحقا .

    العمل المشترك لأجهزة الاستخبارات الغربية وغرفة عمليات تل أبيب

    ثمة أمران لافتان أظهرهما الإنجاز الأمني لوزارة الداخلية، الأول.. وجود عمل مشترك لأجهزة الاستخبارات الغربية تنتهي بغرفة عمليات فيس تل أبيب بصفتها صاحبة المصلحة الأولى في إخضاع المنطقة، وهذه النوع من الأعمال مشابه لما تعرض له حزب الله.

    شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله، تحدث عن وجود عشرين جهازاً استخباراتيا عملت جميعا منذ حرب تموز2006م على تتبعه، وصولا لاغتياله بينها أربعة أجهزة استخبارية عربية، سعودية وإماراتية وأردنية، وما كان مفاجئا ورود اسم جهاز الاستخبارات العامة المصرية ضمن الأجهزة التي تعقبت السيد نصر الله..

    صبّ المعلومات إلى إسرائيل ومنهجية خرق الأسرار

    وكان يتم سكب المعلومات جميعا القادمة من كل جهاز استخباراتي لدى الإسرائيلي، وهذا الأمر وقف وراء إنجازات الأيام العشرة في كشف كثير من سرية حزب الله، ويبدو أن هذا الأسلوب وهذه المنهجية في العمل يجري اتباعهما عمليا في اليمن، لكشف خارطة العمل السري للقوات المسلحة اليمنية وتموضع قدراتها وقادتها المؤثرين، وصولا إلى محاولة استهداف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.

    المركز الأمريكي الجديد ودوره في اليمن

    ثمة مؤشرات ودلائل بأن المركز الذي أنشأته الولايات المتحدة لمراقبة وإدارة السلام في غزة وجلب إليه ضباط المخابرات العربية ممن عملوا في اليمن، ولاحقا عين ستيفن فاجن مديرا له، ستكون مهمته الأساسية هي التعامل مع الميدان اليمني وتوحيد جهود المعسكر الأمريكي، ويمكن اعتبار الغرفة المشتركة في الرياض قاعدة وذراعا لهذا المركز في « إسرائيل».

    من يتعامل مع أمريكا.. يتعامل مع إسرائيل

    وما يؤكد ذلك حقيقة تحدث عنها الشهيد القائد « من يتعامل مع أمريكا ويقبل بأمريكا، سيتعامل ويقبل بإسرائيل» ذلك حال حكام الرياض وقادة المرتزقة الذين يغرقون في الوحل الإسرائيلي المفضوح يوما بعد أخر..

    خارطة المواجهة العسكرية… والميدان السعودي

    والأمر الثاني: كشف الإنجاز الأمني لوزارة الداخلية في إسقاط خلية التجسسية الأخيرة، جزءا كبيرا من خارطة المواجهة العسكرية مع العدو الإسرائيلي، وأن الميدان السعودي سيكون أحد مسارح المواجهة وربما أهمها، وأكثرها لهيبا بالنظر إلى قربه وخيارات التعامل الواسعة معه والكلف الأقل للقوة النارية المستخدمة.

    مروحة الأهداف داخل السعودية وتأثيرها العالمي

    تمتلك صنعاء مروحة واسعة من الأهداف على امتداد الخارطة السعودية، وهي أهداف لا يقتصر تأثيرها على استقرار النظام السعودي، بل تمتد بقدرة تأثيرها خارج الحدود واقصى الكوكب، فالسعودية تمثل أحد أهم مصادر الطاقة للغرب بعد حظر النفط الروسي، ومن شأن تعطيل إمدادات الطاقة الخليجية رفع أسعار الوقود والنفط إلى مستوى لا يمكن للغرب تحمله.

    مكانة السعودية النفطية المحورية عالمياً

    وتتمتع المملكة السعودية بمكانة مركزية كمصدر رئيسي للطاقة في العالم، فهي أكبر منتج ومصدر للنفط الخام وتمتلك نسبة كبيرة من احتياطيات النفط المؤكدة عالمياً، وتعد أكبر منتج للنفط الخام في العالم، كما تمتلك حوالي 18% من الاحتياطيات النفطية المؤكدة على مستوى العالم.

    احتمالات الذهاب إلى المستوى الصفري

    الإشارات القادمة من صنعاء توحي بأن المعركة مع السعودية يمكن أن تذهب إلى أقصى الحدود، وربما المستوى الصفري من العراك، حين يصبح النصر مقرونا بنهاية أحد الطرفين المتقاتلين.

    هشاشة الكيان السعودي مقابل تجذر اليمن التاريخي

    وبالمقارنة بين اليمن والسعودية، فاليمن ككيان متجذر في التاريخ، بينما المملكة السعودية مرتبطة بعائلة وأشخاص لا ينقصهم العداء والأعداء المتربصين داخل وحول المملكة، وحتى من داخل العائلة المالكة نفسها والتي أصابها الكثير من التفكك وبلغ العداء في أوساطها مستوى الأحقاد الذي سيودي حتما المملكة على قاعدة شمشون الصفري، وكما حصل على مدى التاريخ حين يتقاتل أبناء الملك على العرش.

    الميدان السعودي وتأثيره العالمي – النفط نموذجاً

    وبالنظر إلى الاختلاف بين الميدان السعودي والميادين الأخرى، أيا كانت الأطراف الإقليمية أو الدولية التي ستشارك القتال إلى جانب «إسرائيل» في المواجهة الحتمية المرتقبة، يبقى الميدان السعودي إلى جانب زخمه الكبير بالأهداف ذات التأثير العالمي – قطاع النفط-.

    قدرات اليمن البشرية والعسكرية بعد طوفان الأقصى

    خلال عامين من طوفان الأقصى، راكمت اليمن إلى جانب القدرات التسليحية قدرات بشرية هائلة من المقاتلين، اكثر من مليون مقاتل ضمن تعبئة شعبية مستمرة، ناهيك عن القبائل والمرجح أن تلعب دورا في القتال مع النظام السعودي، نتحدث عن نحو 1307 كيلومترات حدود برية مع المملكة لا يمكن للنظام السعودي تأمينها إذا ما زحف باتجاهها مليون مقاتل وحينها قد يكون الرقم أضعاف ما هو معلن، إذ يتعطش عشرات الملايين من اليمنيين للانتقام من السعودية ويرون فيها سبب بلائهم لعقود وليس لعشر سنوات مضت .

    لماذا يدفع الغرب السعودية إلى الحرب؟

    ووفقا لما سبق ثمة سؤالان مطروحان، الأول هو ما الذي يجعل الغرب وأمريكا يخاطران بزج السعودية في حرب مدمرة مع اليمن؟، جرت تجربة خياراتها الخاسرة على مدى عشر سنوات، والأمر يعود إلى أن التعامل مع العدو الإسرائيلي يظل فكرة غير مقبولة من قبل اليمنيين حتى في أوساط الغالبية الساحقة من المرتزقة، إذ أن اليمنيين على كثرة خلافاتهم وتقاتلهم وارتباطاتهم، توحدهم فلسطين، ولا يشذ عن هذه القاعدة إلا فئة محدودة وبعض منها تحت ضغط الخوف من الفضائح الأخلاقية أو ما شابه وهو أسلوب ابتزاز تجيده أمريكا وإسرائيل وأنظمة الخليج لضمان ولاء أدواتها في اليمن.

    السعودية كغطاء لتجنيد العملاء

    وبالتالي تحضر السعودية كيافطة وغطاء يمكن من خلاله تجنيد عدد أكبر من العملاء والمرتزقة الذين يخشون ولا يستسيغون التعامل المباشر مع العدو ويجدون الخيانة لصالح السعودية أقل وطأة من أن يكون مع الإسرائيلي مباشرة.

    والسؤال الآخر هو إلى أي مدى يمكن للإسرائيلي أن يعمل مع الشركاء لإنجاز المهمة أو الأهداف على غرار الوقت الذي أتيح له في لبنان؟

    مبادرة صنعاء مقابل آلية التوقع الإسرائيلية

    والجواب بكل ببساطة إن ذلك محل شك بالنظر إلى خارطة التغيرات الجغرافية، واعتماد صنعاء المبادرة وليس التوقع ..

    رد صنعاء على الهجمات الأمريكية وهزّ الهيبة الأمريكية

    بعد توقف إطلاق النار في غزة، رأينا صنعاء تدفع باتجاه التصعيد مع الرياض لإنجاز سلام، وحين هاجم الأمريكان ذهبت صنعاء إلى الرد بكل قوة ولم تبد موقف ضعف أو تردداً بوجه أقوى الدول عالميا، بل تمكنت من هز هيبتها وإنجاز انتصار صدمت به الصين وروسيا كأكبر قوتين دوليتين تنافسان واشطن على زعامة العالم أو إيجاد موقع ندي.

    كيف يعرقل انفجار الوضع العمل الاستخباري؟

    يمكن لانفجار الوضع مع الرياض أن يضيع الفرصة للغرب لخرق الميدان اليمني ونخل المعلومات، نتحدث عن مدة أطول للعمل الاستخباري ينتج مدة أقصر للضغط العسكري، العمل الاستخباري غير ظاهر وبالتالي يحدث العمل العسكري القصير والمدمر فعله نفسيا..

    انعدام البيئة الرخوة للاختراق عند اشتعال المواجهة

    وبالتالي ينعدم في حال اشتعال المواجهة حدوث ارتخاء يمكن العمل الاستخباري من الخرق المؤثر لجهة استهداف القادة على سبيل المثال.

    تحذيرات الرئيس المشاط… وتضيّق الخيارات أمام التحالف

    وبعد تحذير الرئيس مهدي المشاط- رئيس المجلس السياسي الأعلى في خطابه عشية أكتوبر بوجوب الذهاب إلى سلام حقيقي، وتصريحات القائم بأعمال رئيس الحكومة المتكررة النارية ضد السعودية والنظام السعودي بوجوب دفع استحقاقات السلام أو الحرب، والذي قال عقب الكشف الأمني إن السعودية تراكم جرائمها في اليمن، يضع التحالف المناوىء لصنعاء بين السندان والمطرقة، فالذهاب إلى تفجير الوضع لا يوفر البيئة الرخوة الجيدة للعمل الاستخباري النوعي- كما أشرنا- والذهاب إلى سلام ودفع استحقاقاته سيخرج صنعاء من واقع الحصار والضيق الاقتصادي وسيضع بين يديها الأموال لمزيد وسرعة التطوير العسكري، وأيضا زيادة الالتفاف الشعبي بعد زوال الضغوط المادية، وهو الأمر الذي وقف خلف قرار ترامب خلال رئاسته الأولى ودفعه للخروج من الاتفاق النووي مع ايران .

    المصلحة السعودية: تجنب الحرب وانتظار مواجهة الكبار

    تكمن المصلحة السعودية في انتظار المواجهة بين الأقوياء في المنطقة، بين اليمن ومعها محور الجهاد والمقاومة والعدو الإسرائيلي وخلفه أمريكا، وغير ذلك فلا مصلحة للرياض في التورط بحرب مع صنعاء أقله حاليا بعدما بلغته من قوة، وكأبلغ درس يمكن أن تكون خرجت به من حرب الـ 8 سنوات والغرق في اليمن دون نتيجة تذكر، بل خسائر تراكمت وانتقال صنعاء إلى موقع اقوى في مقابل تراجع السعودية إلى موقع أضعف لم تبلغه قبلا في المواجهة مع الأنظمة اليمنية منذ نشأتها قبل مائة عام، وفي مواجهة المد الشعبي الجارف للثأر من النظام السعودي، بل وتحطيمه إلى غير رجعه.

    تصريحات توم براك وتوصيف واشنطن لحلفائها كأدوات

    ويمكن فهم التورط السعودي، ليس في اليمن وإنما في ملفات عدة – العداء لإيران، عداء حزب الله، عداء المقاومة الفلسطينية- فقط من خلال تصريحات توم براك المبعوث الأمريكي إلى سوريا والأكثر صراحة بين زملائه، حين قال «لا يوجد لواشنطن حلفاء في المنطقة، التحالف يكون بين أطراف متساوية في القوة تزيد من قوة بعضها، أما الدول في المنطقة التي تطلب الحماية من أمريكا فهي ليست بحليفه، فهي مجرد أدوات تنفذ ما يملى عليها وتحصل في المقابل على الحماية الأمريكية».

    وفي تصريح آخر له «يقول لا يوجد سلام في المنطقة، هناك طرف يريد الهيمنة – إسرائيل – وهناك طرف يتوجب عليه أن يخضع»..

    الدول المنخرطة في المواجهة إلى جانب إسرائيل

    السعودية ومعها دول ستنخرط في المواجهة ضد اليمن مع إسرائيل، لم يتأكد كما الميدان السعودي حضوره ضمن خارطة المواجهة، هي في ذات المربع والتوصيف، مذعنة وتنفذ ما عليها ولو بخلاف مصالحها..

    تسلح نوعي بلا جدوى أمام الصواريخ اليمنية وحروب الجيل الخامس

    الكشف الأمريكي عن طلب السعودية صفقات تسليح نوعية كطائرات اف 35 وزيادة بطاريات صواريخ ثاد على أراضيها، لن توفر لها الأمان، والتجربة الصهيونية خلال طوفان الأقصى في مواجهة الصواريخ اليمنية شاهد، كما أن أنظمة التسليح المتفوقة لا تضمن الانتصارات في حروب الجيل الخامس وأمام فئة لديها من الإيمان ما يهزم التسليح على تفوقه، كما أن تجربتها على مدى 10 سنوات أكثر من كافية.

    مصلحة الرياض: الاستجابة لمساعي صنعاء للحوار

    المصلحة تبقى في ملاقاة صنعاء الراغبة في تحييد الرياض عن المواجهة كلية، واقتصارها مع أنظمة الكفر والاستكبار، وتجاهل الرياض لمساعي صنعاء الحميدة، يضعها في مربع الحماقة التي أعيت صنعاء.

    spot_imgspot_img