ذات صلة

الأكثر مشاهدة

ظلال الانحراف ومآلات الضلال في واقع الأُمَّــة

حينما يجيلُ المرءُ بصرَه في واقع الأُمَّــة الإسلامية اليوم،...

موقع عبري: تصعيد السعودية في اليمن يهدد مستقبلها الاقتصادي

كشف موقع "بيت جيت" العبري، في تقرير حديث، أن...

وللشمال قضيةٌ أَيْـضًا..

لم يعد هنالك قضية جنوبية على الإطلاق، القضية الجنوبية...

خالد مشعل: القضية الفلسطينية استعادت روحها ونزع السلاح “خط أحمر”

في لقاء سياسي حادٍّ ومحمّل برسائل استراتيجية، أكد رئيس...

انطلاق معارك الحسم في ربع نهائي كأس العرب 2025

تنطلق مساء اليوم الخميس أولى جولات دور ربع النهائي...

وللشمال قضيةٌ أَيْـضًا..

لم يعد هنالك قضية جنوبية على الإطلاق، القضية الجنوبية سقطت يوم طُرِد أول مواطن شمالي من الجنوب..! القضية اليوم أصبحت قضية شمالية، قضية أُولئك الذين قُتلوا وطُردوا وأحرقت مقار أعمالهم بغير وجه حق سوى انهم من أبناء المحافظات الشمالية.

وهل هناك مظلمةٌ أكبر من أن يطرد أَو يُهان مواطنٌ في وطنه..؟!

القضية اليوم قضية أُولئك الذين يُمنعون كُـلّ يوم من الدخول إلى الجنوب بحجّـة أنهم شماليون (دحابشة) بطريقة عنصرية قبيحة وفجة.

أي ظلمٍ ذلك الذي تعرضتم له يا أصحاب (القضية الجنوبية) من الشمال أكبر وأفدح من هذا الظلم الذي يتعرض له الشماليون اليوم منكم؟

الأراضي التي كنتم تقولون إنها نُهبت، ها هي اليوم بأيديكم وتحت سيطرتكم كلها، حتى أملاك المواطنين الشماليين المكتسبة ووظائفهم وأعمالهم في الجنوب استوليتم عليها

ولم تعد لهم..؟

ها هم الجنوبيون اليوم ينهبون الجنوب على رؤوس الأشهاد وكما وثقته للعالم الكاميرات وبثته كُـلّ قنوات التواصل الاجتماعي حتى أنهم لم يتركوا شيئًا في المؤسّسات الحكومية والمنشآت العامة ومنازل المسؤولين وممتلكات الشماليين إلا ونهبوه من الإبرة حتى الصاروخ..!

ها هو الجنوب اليوم يُشَكِّل قاعدةً ومنطلقًا للقوات الأجنبية المحتلّة لضرب مدن وقرى الشمال بعكس الشمال الذي أبى يومًا إلا أن يكون قاعدةً ومنطلقًا لثوار وأبطال الجنوب لضرب قوات الاستعمار البريطاني المحتلّة..!

ها هو الجنوب اليوم ينخرط بكل بساطة في المؤامرة السعوديّة والإماراتية على الشمال والجنوب في آنٍ معًا بعكس الشمال الذي قاوم ذات يومٍ كُـلّ المغريات والتهديدات السعوديّة ورفض الانخراط في التآمر على الجنوب العدوّ الأول للسعوديّة إبان الحقبة السوفيتية حتى أنه دفع ثمنًا لذلك الرفض دم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.

ها هم قيادات الجنوب الجدد اليوم بعد أن تنصلوا عن آدميتهم وهُويتهم اليمنية يمجدون ويعظمون ويتبركون بقيادات من أطلقوا على الشمال أطول عاصفة في التاريخ أمطروه من خلالها بمئات الآلاف من الصواريخ والقنابل المحرمة دوليًّا ولم يتحرجوا أبدًا من أن يحملوا صورهم على صدورهم وقلوبهم كما لو كانوا هم من حرّروهم من المستعمر البريطاني البغيض.

أنا هنا طبعًا لا أستهدف الغالبية العظمى من أبناء شعبنا اليمني المغلوب على أمره في الجنوب وانما أتحدث عن أُولئك القلة الانتهازيين الذين وجدوا في القضية الجنوبية قميص عثمان للتفريغ عن أحقادهم الكامنة بحق اليمن واليمنيين عامةً شمالًا وجنوبًا والذين لولا دعم أنظمة البترو دولار اللامحدود لهم لما كانوا يُشكلون رقمًا يذكر في الخارطة الديموغرافية الجنوبية واليمنية على وجه العموم.

هكذا ببساطة شديدة صنع هؤلاء الانتهازيين من القضية الجنوبية قضيةً شماليةً عادلة لولا أن الشماليين في طباعهم يحملون من القيم ما يمنعهم من الجهر أَو التلويح بملفها حفاظًا على وحدة التراب والإنسان اليمني وهكذا هي طباع العظماء وعادة الكرام لو كنتم تعقلون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالمنان السنبلي

spot_imgspot_img