ذات صلة

الأكثر مشاهدة

التعبئةُ العامّة.. مدرسة إعداد متكاملة

ليست التعبئةُ العامة مُجَـرّد نشاطٍ عابر أَو برنامجٍ تنظيميّ؛...

‏الشعوب الموحدة والمشروع القرآني: سر النصر والصمود

يعيش العالم اليوم مرحلة فارقة تُختبر فيها القيم، وتُعرّى...

شتاء غزة.. معركة بقاء في ظل هُدنة منهارة

مع اشتداد المنخفضات الجوية التي تضرب قطاع غزة، تتكشف...

التعبئةُ العامّة.. مدرسة إعداد متكاملة

ليست التعبئةُ العامة مُجَـرّد نشاطٍ عابر أَو برنامجٍ تنظيميّ؛ إنّها درعُ الأُمَّــة الواقي، وسياجُ وعيها، وقلعتها التي تتحطّم عند أسوارها كُـلّ حملات التزييف والخداع والتضليل التي يبثّها الأعداء في عروق الإعلام ومنصّات التواصل، لإغراق الشعب اليمني في الوهم، وشلّ إرادته، ونزع واجبه الإيماني والإنساني والأخلاقي تجاه المستضعفين، وفي مقدّمتهم أهلنا في غزّة الجريحة.

الأعداء يضخّون سمومَهم كُـلّ يوم.. شائعة هنا، خبرٌ مشبوه هناك، قناة مأجورة تهدم القيم، ومِنصّة مأزومة تروّج للهزيمة. لكنّ التعبئة العامة تقف في وجه هذا السيل كالسدّ العظيم، تُعيد تشكيل الوعي، وتُحصّن المجتمع بالثقافة القرآنية، وتبني عقله وروحه وسلوكه على بصيرةٍ لا تُخترق.

التعبئة العامة.. مدرسة إعدادٍ لا تُضاهى

الدوراتُ العسكرية كـ “طوفان الأقصى” لم تأتِ عبثًا؛ إنّها مشروعُ بناءٍ شامل كتدريب على السلاح، تمرين على المواجهة الفعلية في ساحات القتال، ترسيخ للثقافة القرآنية والروحية الجهادية.

من يمُرُّ بالتعبئة العامة لا يعودُ كما كان؛ يعود أصلبَ وعيًا، أقوى يقينًا، وأشدّ ثباتًا أمام معركةٍ تُخاض على كُـلّ الجبهات: جبهة السلاح، وجبهة الإعلام، وجبهة الوعي.

التعبئة العامة.. حصنُ المجتمع وسيفُه، هي خط الدفاع الأول ضد الاختراق، وضد الانزلاق إلى مربّعات الضعف والخوف والشائعات. وكلّ عملٍ يجري عبرها إنما هو من باب الجهاد في سبيل الله؛ لأَنَّ الإعداد والجهوزية فريضةٌ قرآنية لا تقبل التراخي.

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾.

فما معنى الإيمان إن غاب عنه الإعداد؟ وما قيمة الانتماء إن لم يتحوّل إلى جاهزية واستجابة وحضور؟

استنفار العالم المنافق في كييف والتكبيل عن نصرة غزة

رأينا العالم كيف وقف مذهولًا أمام إعلان التعبئة العامة في كييف؛ رأينا الرجال والنساء، كبار السن قبل الشباب، يحملون السلاح في وجه روسيا.. فإذا كان الآخرون يهبّون للدفاع عن جغرافيتهم، فكيف لا تهبّ أُمَّـة تُمزّقها المذابحُ في قلب غزة وعلى أرضٍ محتلّة من قبل العدوّ الصهيوني؟! كيف نسكُتُ ونحن نرى أطفالَها وشيوخَها تحت القصف، ثم نتأخَّر عن الاستجابة لدعوات التعبئة والدورات والنفير والوقفات؟!

الاستجابة.. عنوان المرحلة؛ فنحن اليوم أمام واجبٍ لا يحتمل التأجيل، واجب ديني وأخلاقي وإنساني.

التعبئة العامة تدعو.. فمن حقّها أن تُسمع، ومن واجبنا أن نلبي الدعوة.. تدعو إلى دورات، نفير عام، وقفات، حشد جماهيري، وعي قرآني وجهادي.

وهذا كلّه ليس ترفًا ولا خيارًا.. إنه فريضة افترضها الله، وهو قدر الأُمَّــة ومصيرها.

ختامًا.. الأُمَّــة التي تمتلك تعبئة عامة حيّة، يقظة، واعية، قادرة على صنع المجاهد المؤمن المقاتل والمتسلح بسلاح الواعي معًا.. هي أُمَّـة لا تُهزم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد فاضل العزي

spot_imgspot_img