ذات صلة

الأكثر مشاهدة

شتاء غزة.. معركة بقاء في ظل هُدنة منهارة

مع اشتداد المنخفضات الجوية التي تضرب قطاع غزة، تتكشف...

فاطمة الزهراء: أمُّ أبيها وبضعة من روحه التي بين جنبَيه

الحديث عن عنوان الطهر والصفاء والنقاء والإيمان الكامل سيدتنا...

ظلال الانحراف ومآلات الضلال في واقع الأُمَّــة

حينما يجيلُ المرءُ بصرَه في واقع الأُمَّــة الإسلامية اليوم،...

شتاء غزة.. معركة بقاء في ظل هُدنة منهارة

مع اشتداد المنخفضات الجوية التي تضرب قطاع غزة، تتكشف صورة إنسانية أكثر قسوة مما عاشه الفلسطينيون طوالَ الأشهر الماضية.. ففي وقت تتهم فيه حركة حماس الاحتلال بالتنصُّـل من التزاماته في اتّفاق وقف إطلاق النار، تتعمّقُ معاناةُ المدنيين الذين كانوا ينتظرون انتهاءَ الحرب لا بداية فصل جديد من الألم.

الشتاء في غزة ليس مُجَـرَّدَ طقس عابر؛ إنه معركة بقاء يخوضها الناجون وسط خيام ممزقة تعصف بها الرياح، ومنازل مدمَّـرة لم تعد تصلُح للاحتماء.

أطفال يرتجفون من البرد، عائلات تقضي لياليَها على أرض باردة، ومستشفيات تعمل بما تبقى لديها من قدرة وسط نقص حاد في الوقود والمستلزمات الأَسَاسية.

وكل تأخير في إدخَال المساعدات يضيف طبقة جديدة من الخطر على حياة السكان، خَاصَّةً الفئاتِ الأضعف.

وتحذّر حماس من أن استمرار تعطيل بنود الاتّفاق يضع القطاع على حافة كارثة إنسانية متسارعة، حَيثُ تتراجع الإغاثة بشكل يهدّد بانهيار شامل للخدمات، ويجعل أي جهد لإنعاش الحياة في غزة أكثر تعقيدًا.

ويرى مراقبون أن انهيار الهدنة أَو تعطيلها يعيد القطاع إلى مربع التوتر، ويُفقد أي مبادرة إنسانية قدرتها على الوصول إلى ملايين المحتاجين.

وفي الوقت نفسه، تؤكّـد منظمات دولية أن غزة تعيش اليوم أحد أسوأ فصولها الإنسانية: برد يجتاح الخيام، جوع يلتفُّ حولَ الأسر، وحصار يحدُّ من كُـلّ سبيل للإنقاذ.

ورغم ذلك، يبقى الموقف الدولي والعربي دون مستوى الكارثة، ما يطرح تساؤلًا حادًّا: هل يتحَرّك العالم أمام مأساة تتسع كُـلّ يوم؟

فحتى إن اختلفت الحسابات السياسية، فَــإنَّ البعد الإنساني لا يحتمل التأجيل.

ففتح الممرات الإنسانية، وضمان تدفق المساعدات، والضغط لفرض احترام اتّفاق وقف إطلاق النار ليست مطالب سياسية، بل مسؤوليات أخلاقية أمام واقع يُنذر بانفجار إنساني وشيك.

غزة اليوم ليست مُجَـرّد مشهد متكرّر في نشرات الأخبار، بل صرخة مفتوحة في وجه العالم.

وبين بردٍ لا يرحم وهُدنة تتآكل، يقفُ الفلسطينيون في مواجهة شتاء قاسٍ بانتظارِ لحظة يدركُ فيها العالم أن أبسطَ حقوق الإنسان تبدأ من حقه في الحياة.. أن يعيش فقط.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هاشم عبدالجليل جحاف

spot_imgspot_img