الصراع الإماراتي السعوديّ على ثروات اليمن ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمخطّطات استعمارية قديمة أعيد إحياؤها تحت عباءات مزيفة وشعارات خادعة.. لقد وجدت الرياض وأبوظبي في المرتزِقة المحليين جسرًا لعبور مشاريعهم التوسعية، فاستُخدم هؤلاء كأدوات رخيصة لتمكين المحتلّين من نهب ثروات اليمن والسيطرة على جزره وموانئه الحيوية.
لسنوات تغنّى المرتزِقة ودولُ الاحتلال بشعارات استعادة الشرعية وتحرير صنعاء، بينما كانت الحقيقة أنهم يسعون لتحرير سقطرى من أهلها، واحتلال الجزر والموانئ اليمنية وتحويلها إلى قواعد عسكرية ومراكز نفوذ تخدم أجنداتهم.
لم يكن المرتزِقة سوى بيادق تحَرّكها السعوديّة والإمارات، وهاتان الدولتان ليستا سوى أدوات بيد أمريكا والكيان الصهيوني، ينفذان مخطّطاتهما عبر شراء الذمم وتفكيك النسيج الوطني اليمني.
لكن الشعب اليمني بقيادته الحكيمة، المتمثلة في السيد القائد المجاهد، وبصمود قواته المسلحة، كان لهم بالمرصاد.
وبعد سنوات من الفشل الذريع في احتلال المحافظات المحرّرة، تحول الصراع بين الرياض وأبوظبي إلى صراع مكشوف على ثروات اليمن، لا سِـيَّـما في حضرموت والمهرة الغنيتين بالنفط والموقع الاستراتيجي.
دفعت الإمارات بمليشياتها المسماة “المجلس الانتقالي” للسيطرة على المهرة وحضرموت، في خطوة لم تكن متوقعة حتى من أقرب حلفائها.
فبين ليلة وضحاها، فرّ مرتزِقة السعوديّة من حضرموت تاركين خلفهم كُـلّ شيء لمليشيات الإمارات.
أما المرتزِق رشاد العليمي ووزير دفاعه، فقد نالوا نصيبهم من الإذلال والإهانة في عدن على يد أدوات أبوظبي، دون أن يجرؤا على النطق بكلمة أَو اتِّخاذ موقف.
أهانت مليشيات الانتقالي العلم اليمني، وغابت الوطنية عن المرتزِقة، وتوارى صوتهم خلف مصالحهم الضيقة.
فرَّ العليمي إلى الرياض يطلق تصريحات واهية تحت ضغط سعوديّ، محاولًا استجداء دعم سفراء بعض الدول، لكن دون جدوى.
في المقابل، وجدت الإمارات في هذا التخاذل فرصة ذهبية لتوجيه صفعة مدوية لحليفتها السعوديّة، فبسطت سيطرتها على حضرموت والمهرة، أهم مناطق اليمن من حَيثُ الثروات النفطية والموقع الجغرافي.
أمام هذا الانهيار، لجأت السعوديّة إلى ورقتها الأخيرة، فاستدعت طارق عفاش إلى الرياض – رغم ارتباطه الوثيق بالإمارات ومليشيات الانتقالي – في محاولة يائسة لإقناع عيدروس الزبيدي بتسليم حضرموت والمهرة، لكن دون نتيجة.
وبدأت أبواق الإعلام السعوديّ بشن هجوم إعلامي على الزبيدي، بينما خرجت مليشيات الإمارات في عدن بمسيرة تطالب بالانفصال رافعة علم السعوديّة، في محاولة مكشوفة لكسب رضا الرياض.
وفي ظل هذا المشهد العبثي، تحشد السعوديّة قواتها نحو منفذ الوديعة استعدادًا لطرد مليشيات الإمارات من حضرموت والمهرة والسيطرة عليهما، في صراع لا هدف له سوى نهب ثروات اليمن وتكريس الاحتلال تحت مسميات زائفة.
