كشف موقع Antiwar الأمريكي المناهض للحروب، في تقرير تحليلي جديد، عن خدعة إعلامية كبرى نفذها كيان الاحتلال الإسرائيلي لإخفاء العدد الحقيقي لضحايا حرب الإبادة في غزة، مؤكداً أن الأرقام الرسمية المعلنة لا تمثل سوى جزء يسير من حجم الكارثة الإنسانية.
وأوضح التقرير أن ما يُروَّج له في الإعلام الغربي من تشكيك في مصداقية بيانات وزارة الصحة بغزة، ليس سوى غطاء لخطة ممنهجة هدفت إلى طمس الحقيقة عبر تدمير القدرة المؤسسية على توثيق القتلى، بعد أن دمّرت إسرائيل بشكل متعمّد المكاتب الحكومية والمستشفيات ومراكز الإحصاء في وقت مبكر من الحرب.
وأشار الموقع إلى أن النقاش الغربي اختُزل في التساؤل حول عدد قتلى “حماس”، بينما تم تجاهل مئات الآلاف من المدنيين الذين قُتلوا بالأساليب غير المباشرة، مثل تجويع السكان، وانهيار الخدمات الصحية، وتدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وانتشار الأمراض، وتسوية المستشفيات بالأرض.
وأكد التقرير أن الحصيلة الرسمية البالغة أكثر من 70 ألف شهيد تستثني تماماً الوفيات الناتجة عن هذه الأساليب “غير المباشرة”، مشيراً إلى أن التجارب في حروب مشابهة — وغالبيتها أقل دماراً من حرب غزة — تُظهر أن عدد القتلى غير المباشرين يفوق القتلى المباشرين بثلاثة إلى خمسة عشر ضعفاً.
وبحسب تقديرات الباحثين التي وصفها الموقع بـ“المتحفظة”، فإن عدد الوفيات غير المباشرة في غزة يعادل أربعة أضعاف عدد الشهداء الموثقين مباشرة، ما يعني أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين — المباشرين وغير المباشرين — يتجاوز 350 ألفاً منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
ولفت Antiwar إلى أن تدمير البنية الصحية والمجتمعية في غزة جعلها منطقة غير صالحة للحياة، حيث يموت آلاف الفلسطينيين يومياً نتيجة الجوع والمرض والبرد وانعدام المأوى، في حين تُمنع المساعدات الإنسانية ويُحاصر القطاع بشكل كامل.
