تعيش المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان أسوأ موجة أزمات معيشية منذ سنوات، حيث تتزامن أزمات الغاز المنزلي والمشتقات النفطية والرغيف في مشهد يعكس حالة الانهيار العميق في إدارة القطاعات الخدمية والاقتصادية، وسط غضب شعبي واسع تجاه حكومة الفنادق التي يتهمها المواطنون بالعجز والفساد والتسبب في تفاقم المعاناة اليومية.
ففي عدن، تتواصل أزمة الغاز المنزلي بوتيرة خانقة بعد توقف الإمدادات القادمة من مأرب بسبب اضطرابات أمنية طالت خطوط النقل، ما أدى إلى اختفاء الأسطوانات من الأسواق وارتفاع أسعارها أضعافاً في السوق السوداء، بالتوازي مع أزمة وقود خانقة شلّت المواصلات وتسببت في انقطاع الكهرباء وارتفاع أجور النقل.
أما شبوة، فتشهد انهياراً أوسع في مختلف الخدمات، إذ تعيش مديرياتها منذ أكثر من عشرة أيام انعداماً شبه كامل للمشتقات النفطية، بعد توقف الإمدادات بسبب قطاعات قبلية متكررة. وتسببت الأزمة في توقف مولدات الكهرباء ومضخات المياه، وتعطّل الأنشطة الزراعية والتجارية والخدمية، فيما ترتفع الأسعار بشكل غير مسبوق في ظل غياب أي حلول أو رقابة.
وفي حضرموت، تتكرر الأزمات نفسها بنسق متسارع، حيث بات الوقود والرغيف والغاز شحيحاً، وأصبحت السوق السوداء هي المتحكم الوحيد في الأسعار، بينما تكتفي السلطات المحلية بالصمت والعجز أمام الانهيار الاقتصادي والمعيشي المتفاقم.
ويؤكد السكان أن الأزمات لم تعد طارئة بل تحولت إلى واقع دائم يعكس غياب الدولة وانعدام المسؤولية، مشيرين إلى أن ما يجري هو نتيجة مباشرة لسياسات التحالف التي تحتكر موارد الطاقة وتنهب الإيرادات وتترك المواطنين يواجهون الجوع والظلام وحدهم.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا الانهيار دون تدخل حقيقي ينذر بانفجار شعبي واسع في المحافظات المحتلة، مع اتساع رقعة الغضب ضد التحالف وأدواته التي حولت حياة اليمنيين في تلك المناطق إلى مأساة يومية متواصلة.
