المشهد اليمني الأول/

قالت وكالة «بلومبيرج» الأميركية: إن حلفاء السعودية بدؤوا يشعرون بقلق إزاء التحركات الإقليمية العديدة التي ينفذها الأمير محمد بن سلمان ضد إيران، والتي لم ينجح حتى الآن في تحقيق أي نصر فيها، في وقت نأى فيه دبلوماسيون من الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا بأنفسهم عن مغامرات ولي العهد السعودي، بينما رفضها البعض تماماً.

أضاف الموقع في تقريره أن 2017 كانت سنة مشوشة بالنسبة لبن سلمان، فبينما قام فيها بإقصاء منافسيه ليصعد إلى السلطة بقوة، تعثّرت خططه في اليمن وقطر ولبنان ودول أخرى تحاول السعودية فرض نفوذها بها.

ويوضح هاني صبرة -خبير شؤون الشرق الأوسط ومؤسس شركة استشارات «ألف ادفيسوري» بنيويورك- أن «بن سلمان يتعاطى مع السياسات الداخلية والخارجية بطريقة مشابهة، وهي أسلوب المجازفة الذي نجح في هزيمة أقاربه؛ لكنه يخطر مخاطر متزايدة في الخارج».

ولفت التقرير إلى أن خطر حرب اليمن ارتد على الداخل السعودي، فباتت المدن تقصف بصواريخ باليستية حوثية، وهي تذكرة بأنه رغم مرور ثلاث سنوات من القصف الجوي على اليمن فإن الحوثيين لم ينهزموا.

وبالنسبة لإيران، يقول البروفيسور جيمس دورسي، من جامعة نانيانج للتكونولوجيا: إن إيران تريد تفادي مواجهة مباشرة مع السعودية، لكنه حذّر من أن طهران لديها القدرة على الانتقام عبر وكلائها في العراق ولبنان وإثارة اضطرابات داخل البحرين والسعودية، هذا في حال قررت الرياض إضعاف النظام الإيراني بدعم المظاهرات هناك.

ويقول التقرير: إن السلطويين العرب في الماضي مثل عبدالناصر وصدام حسين قد تعلموا بالتجربة أن نجاحهم داخلياً، بتعزيز سلطاتهم وتكوين ثروات وإقصاء المعارضة، لا يعني بالضرورة نجاحهم في تشكيل الشرق الأوسط على هواهم.

وذكّر التقرير بهزيمة عبدالناصر في اليمن وحسين في الكويت وإيران، مشيراً إلى أن بن سلمان ربما يحذو الحذو ذاته، كما يراه بول بيلر -ضابط سي آي أيه السابق- والذي يقول «إن ولي العهد ربما يحاول تمييز نفسه عن باقي زعماء السعودية بشن تدخلات خارجية، ليظهر أنه المهيمن وأنه ليس بالخصم الضعيف. وذلك معناه أن الحاجة للمخاطرة، إن زادت، تزيد معها فرص الفشل».

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا