المشهد اليمني الأول/

على أبواب اختتام العام الثالث من العدوان على اليمن، ووسط عجز التحالف بقيادة الرياض على كسر عزيمة اليمنيين على الرغم من الجرائم التي ارتكبت على مدى أكثر من 1000 يوم، اتجهت الرياض للتموضع أكثر ونشر أفكارها في مكان جديد، يتمثل في محافظة “المهرة” الواقعة شرق اليمن وعلى الحدود مع سلطنة عمان.

التوجه السعودي نحو المهرة اليمنية، أثار مخاوف السلطنة العمانية، حيث تسعى الرياض للتمدد هناك، وبالتالي نشر أذرعها وأفكارها في المحيط، مما ينذر بانعكاسات على السلطنة بشكل مباشر أو غير مباشر، خاصة أن محافظة المهرة بقيت بعيدة عن انعكاسات العدوان طيلة أعوام العدوان.

تعمل السعودية على التنسيق مع محافظ المهرة راجح باكريت ـ الذي ضغطت الرياض لتعيينه ـ لإعطاء دور مؤثر لجماعات سلفية في مدينة قشن، ثاني أكبر مدن المحافظة، وذلك بالتزامن مع زيارة وفد عسكري سعودي للمحافظة، التقى بشخصيات محسوبة على هذا التيار هناك. وكانت قد كشفت مصادر يمنية محلية، عن قيام السعودية بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة للسيطرة على محافظة “المهرة”، وتشمل التعزيزات مدرعات وعربات مصفحة وسيارات شرطة وعربات نقل وأطقم ودبابات وحاويات ممتلئة بصناديق الذخيرة والقذائف متنوعة الأحجام.

المصادر أشارت إلى أن 200 شاحنة نقل عسكرية عملاقة تحمل معدات عسكرية سعودية وصلت إلى “الغيظة”، عاصمة محافظة “المهرة”، وتوزعت في بعض سواحلها ومديرياتها، وتحمل على متنها عتادا عسكريا متنوعا. يشير مراقبون إلى أن المحافظة تشهد صراعا بين أصحاب النفوذ العمانيين، والمخابرات الإماراتية التي بدأت بالتحرك مؤخراً في المحافظة عبر جمعيات إنسانية وحقوقية، في محاولة للتأثير على رموز المحافظة والتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي في المناطق المحاذية لسلطنة عمان، قد تستخدمه الإمارات لتحقيق طموحها التوسعية في المنطقة.

يرى مراقبون أن السعودية تحاول “استنساخ” في المهرة ما قامت به الإمارات في جنوب اليمن، وعدن بالذات، بتحريك قوات عسكرية محسوبة عليها وإعادة رسم الخارطة السياسية والأمنية في المنطقة لصالحها. يشار إلى أن سلطنة عمان تمتلك لواء عسكريا مزودا بأضخم المعدات العسكرية ينتشر على طول الحدود مع اليمن وتم تعزيزه بعدة دفعات عسكرية جديدة خلال العامين الماضيين بسبب تطور الأحداث في اليمن؛ فيما تصاعدت الخلافات بين عمان والإمارات، إثر تحركات الأخيرة ونشرها جواسيس وقوات عسكرية موالية لها في محافظة المهرة الحدودية، وهو ما تعتبره سلطنة عمان تهديداً مباشر لحدودها مع اليمن، ومحاولة من الإمارات والسعودية إخراج المحافظة اليمنية من دائرة النفوذ الجغرافي والسياسي العماني.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا