المشهد اليمني الأول/

في الثالث والعشرين من يناير كانون الثاني بدات السعودية الدخول في منعطف جديد وشهدت تطورات كبيرة .. انها ذكرى وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز سادس ملوك السعودية وايذانا بتسلم اخيه غير الشقيق سلمان بن عبدالعزيز لمقاليد الحكم في المملكة الذي اسس لمرحلة جديدة من صراع القدرة في اسرة ال سعود عبر اطلاق ما سماها حركة الاصلاحات عرابها نجله محمد .

اصلاحات يرى المحللون ان التمهيد لها مر بثلاث مراحل… المرحلة الاولى تتعلق باستلام السلطة من قبل الملك سلمان والذي عمل على اقصاء الامراء المرتبطين بالملك عبدالله وتقريبه الاشخاص القريبين من اسرة السديري التي تنتمي اليها زوجة الملك.

اما المرحلة الثانية فهي تتعلق بالسياسة الخارجية وانتخاب عادل الجبير لوزارة الخارجية التي اتخذت منحى اكثر تطرفا بسبب غياب النضوج والاستراتيجية الواضحة الامر الذي قاد الى فشل اكثر قرارات السياسة الخارجية السعودية .

وفيما يتعلق بالمرحلة الثالثة فانها شهدت الاعلان عن الاصلاحات الفريدة على مستوى الدول العربية والتي تم التخطيط لها بتحريك غربي وباشراف من محمد بن سلمان وعلى غرار ما فعله ملك ايران رضاخان.

فحضور النساء في الملاعب وبيع المشروبات الكحولية وما الى ذلك من التغييرات بذلت المساعي لتطبيقها في ادنى الطبقات الثقافية للمجتمع السعودي .

ويذهب المراقبون الى ان مخاوف السعوديين من تراجع الدعم الشعبي ساهم في بلورة هذه النظرة والتي سيقود تطبيقها بشكل واسع الى الحد من النظرة التشاؤمية للشعب ازاء الحكومة وتعزيز دعائم النظام السعودي .

واشار المراقبون الى تداعيات الاسراع في تطبيق الاصلاحات الثقافية، وقالوا ان التغييرات ينبغي ان تجري بروية وبطء ووفقا للمبادئ وبالتنسيق مع المؤسسات الشعبية والدينية لان الرغبة الحكومية من جانب واحد لايجاد التغييرات الاساسية ستدفع الشعب الى المقاومة.

واوضحوا بان تبعية السعودية للكيان الصهيوني واميركا امر مرفوض بتاتا في ثقافة الطبقة الدينية في هذا البلد وان هذا التقارب الى جانب السياسات الثقافية ستؤدي الى اندلاع خلافات بين الشعب وحكومة ال سعود.

ويعتقد المحللون ان اصلاحات الملك السعودي وولي العهد لن يكتب لها النجاح وانها ستثير خلافات ونزاعات داخلية في المملكة .

فدراسة مواقف وسياسات السعودية ازاء بلدان المنطقة تكشف لنا غياب النضوج لدى الحكام الجدد في المملكة وافتقارهم للخبرة الدبلوماسية ومن افرازاتها الداخلية اقصاء المنافسين للملك وشن حملة تصفية في اوساطهم.

هذا فضلا عن ان التغييرات الفريدة التي جرت بهدف تعزيز مكانة ولي العهد محمد بن سلمان جاءت من دون رعاية الضوابط والقوانين الجارية في هذا البلد.

ومن هنا يمكن ان نتوقع ان محمد بن سلمان حتى لو خلف ابيه فان عرشه سيبقى مهزوزا لافتقاره للحماية التامة من الاسرة الحاكمة بسبب اقصائه لهم من السلطة كما انه سيحرم من دعم الطبقة الدينية لتناقض اجراءاته الاصلاحية مع الاسلام الامر الذي سيرسم مستقبلا قاتما جدا للسعودية وللنظام الملكي في هذا البلد.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا