المشهد اليمني الأول/

إلى قائد الثورة وإلى من يهمه الأمر.. مصنع إسمنت عمران ناجح ويعمل.. ومصنع إسمنت باجل فاشل ولايعمل (2009م – 2018م).. وينتظر الفعل بالأمل الأخير

ـــــــــــــــــــــ
قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قال “يجب أن يكون هناك تصحيح لوضع مؤسسات الدولة ولمحاربة الفساد”.. وقال “يجب أن يكون اليمن بلد صناعي وإنتاجي وزراعي”.. وقال أيضاً “أنا رجل قول وفعل”..

مصنع إسمنت عمران ناجح وناجح في كل الظروف حتى في زمن العدوان الصهيوني السعودي، نجا مصنع عمران من شبح الخصخصة بعد حرب 1994م وتمكن من تشييد الخط الثاني وبتمويل ذاتي وجنَّب مصانع البرح وباجل من قانون الخصخصة الذي نحر مصانع الجنوب، وفي زمن العدوان وبرغم القصف وسقوط شهداء من المصنع، تمكن المصنع من إستيراد الوقود من الخارج، ويعمل ويصرف رواتب وحوافز عمال وموظفي عمران ويصرف رواتب موظفي الإدارة العامة صنعاء ويصرف 50% من الراتب الأساسي لعمال وموظفي مصنع باجل ومصنع البرح المدمر من الجو المعادي.

ومصنع إسمنت باجل لا يعمل في كل الظروف الطبيعية وغير الطبيعية فهو يدور ويدور في حلقه مفرغة صنعت خصيصاً له من زمن قرار توقيفه سبتمبر 2009م بمبرر إرتفاع أسعار المازوت والوقود والطاقة الكهربائية ودخول القطاع الخاص كمنافس، فكانت الحلقة المفرغة الأولى كذبة إستيراد مازوت رخيص من روسيا والصين وماليزيا والتي كانت إدارة المصنع تقذف بها للعمال للتخدير، وكانت الحلقة المفرغة الثانية عندما أقر محضر إجتماع مجلس الإدارة الثالث 2 إبريل 2013م إنزال مناقصة عامة لإستيراد كلنكير لتشغيل مصنع باجل وبخلاف المعتاد يتم إنزال إعلان في صحيفة الثورة العدد 17688 لتوريد 150 ألف طن كلنكير ولمدة يوم واحد فقط بتاريخ 24 إبريل 2013م ورئيس مجلس الإدارة يسحب الإعلان ولايتم النشر لليومين التاليين ويتم إغتيال المناقصة، ويقر الشراء المباشر وبعروض أسعار ومسار سريع كاذب موثق في محاضر إجتماعات مجلس الإدارة (الإجتماع الرابع مايو 2013م- الإجتماع التاسع سبتمبر 2013م) محاضر من المناقصة العامة والمحدودة والمسار السريع ثم إلغاء كل ما سبق والعودة إلى نقطة الصفر وتحت الصفر بتشكيل لجنة إعداد مناقصة جديدة ومصاريف وبدل سفر من وإلى باجل وصنعاء، وتجتمع اللجان والوفود في باجل وبالعودة إلى وثائق المناقصة الأولى التي تم إرسالها إلى الإدارة العامة بتاريخ قديم وسابق في 18 فبراير 2013م، وبعد التعديل يتم إقرار وثيقة المناقصة الثانية الجديدة في 10 فبراير 2014م وارسالها إلى الإدارة العامة صنعاء والتي لم ترى النور .

والمجاهدين المستقلين في الإدارة العامة صنعاء ومصنع باجل يُقدمون بلاغ إلى نيابة الأموال العامة صنعاء، بلاغ بإستمرار التعطيل المتعمد لمصنع باجل عن الإنتاج وإفلاسه بهدف الخصخصة، وبلاغ بوقائع فساد بحق رئيس المؤسسة، وكذلك بلاغ إلى نيابة الأموال العامة الحديدة بوقائع فساد لإدارة مصنع باجل.

وأثناء العدوان يتم تغيير قيادة إدارة المؤسسة ويتم تعيين نائب جديد لمدير مصنع إسمنت باجل في أكتوبر 2017م والحيوية والنشاط والعمل يعود للمصنع إستعداداً لإعادة ضخ المياه من الآبار إلى المصنع والمدينة السكنية للعمال واكثر من عشرين قرية مجاورة للمصنع وإعادة تشغيل المصنع بالكلنكير الموعود من مصنع عمران أو المستورد من الخارج في ظل ظروف قاهرة للمصنع بالعدوان والتعطيل تسمح بالشراء المباشر من المنتج الخارجي مباشرة بدون الوسيط التاجر والمناقصة العامة والمحدودة وعروض السعر حسب قانون المناقصات والمزايدات حتى لا تتكرر حلقات الزمن الفارغ الذي أوقف المصنع واستنزف أمواله وأفلسه وأغرقه بديون أكثر من قيمته تقدر بأكثر من 20 مليار ريال يمني معظمها لمصنع البرح وعمران وجهات حكومية وغير حكومية.

وبعد أربعة أشهر من التفاؤل والأمل لعمال باجل تبدو الصورة ضبابية حتى الآن، لا مياه للعمال بالرغم من خصم مبالغ مالية ولمدة ثلاثة أشهر من مستحق العمال لصالح إصلاح مولد صيني لضخ المياه، وكذلك لا تشغيل للمصنع بالكلنكير من عمران او الخارج، بل ظهرت معزوفة عرض سعر ووثيقة ووثائق جديدة قديمة جدوى إقتصادية ومواصفات..إلخ، تكرار مشابه للحلقة الفارغة، ويتزامن ذلك مع تعرض المصنع لحوادث سرقة الكابلات الكهربائية وإدارة المصنع تقوم بالواجب نحو ذلك بالضبط والمتابعة والنيابة للمحاسبة والجزاء، ولكن الإدارة تمتنع وتتمنع عن محاسبة الحيتان الكبار الذين إبتلعوا أكثر من ملياري ريال كفارق سعر بين سعر مادة البيتومين رخيصة الثمن، والتي تم بيعها للمصنع بإعتبارها مازوت مخالفة للعقد الموقع مع المورد، والقضية رصدها الجهاز المركزي صنعاء والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، وكذلك إبتلع الحيتان مئات من ملايين الريالات في قضية إستيلاء أحد التجار على منجم الجبس التابع للمصنع بموجب عقد استئجار بالدولار مع وزاره النفط، والتاجر يستولي على المنجم ويبيع الجبس على المصنع ويستولي على أموال المصنع بتسهيل من الإدارة رصدها الجهاز المركزي، هذه القضيتين وغيرها تقدم بها مجاهدي المصنع المستقلين ببلاغ لنيابة الحديدة، ووجد البعض منها الطريق للمحكمة، لكن إدارة المصنع لم تتخذ الإجراءات القانونية ولم تقم بتعيين محامي بالرغم من مطالبة النيابة ومكتب النائب العام بذلك، والخيبة كانت أكثر خيبة ومرارة من مجاهدي الكراسي الدوارة الذين لم يقوموا بالواجب الديني والجهادي والوطني قبل الوظيفي والقانوني تجاه نصرة الحق في مصنع إسمنت باجل، والسيدعبد الملك بدر الدين الحوثي قال “من كان فاسد أخلسوا ظهره ولو كان من أنصار الله”.. وبهكذا تتضاعف مهمة المجاهدين مجاهدي الجبهات أنصار الحق تتضاعف بوجود من يمنع نصرة الحق في مؤسسات الدولة الإنتاجية والإيرادية، وربما بعد رحيل زعيم الخيانة لم تعد أعذار عرقلة تصحيح وضع مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد منطقية، ولا يبرر ذلك سوى الفساد والخيانة.

وفي كل الأحوال مصنع عمران يعمل، ومصنع باجل لا يعمل واستمرار عقلية الحلقة المفرغة والتطفل على إيرادات مصنع عمران براتب 50% من الراتب الأساسي أو حتى راتب اساسي، وبيع المخلفات وغض الطرف عن الحيتان الكبار وعدم إستيراد كلنكير من الخارج لتشغيل المصنع كل ذلك سيؤدي لتكرار تجربة تدمير مصنع الغزل والنسيج في باجل والذي أصبح أثر بعد عين، ومشروع التوسيع الخط الثالث متعثر مالياً وسينقل للقطاع الخاص حسب قانون الشراكة.. والمجاهدين المستقلين للتهميش والإقصاء والمحاربة، ومجاهدي الكراسي الدوارة يلهثون وراء القرارات والمناصب والسيارات والشقق والأثاث وبدل السفر ومصاريف وغنائم وللمقربين فقط وفقط وذلك هو الفساد بأم عينه، والمصنع لمزيد من الديون والدوران في حلقات حتى يقضي الله له مجاهد من الجبهات يعيده إلى ما قبل سبتمبر 2009م، ماعدا ذلك عقلية الحزب الحاكم تتجدد والمصير هو نفس مصير مصنع الغزل والنسيج لا قدر الله.

أربعة أعوام كاملة على التفاؤل بثورة 21 سبتمبر 2014م ثورة الإستقلال من براثن النفوذ والعمالة والفساد، ومجاهدي المصنع المستقلين لم يتركوا باباً إلا وطرقوه بالنصائح والتوصيات وكلها إلى الإغتيال والمحاربة، ولم يتبقى سوى الخيار الأخير بمجاهدي الجبهات وصادقي القول والفعل، نعم فُقد الأمل بمجاهدي الكراسي الدوارة، والمطلوب مجاهدين من الجبهات بعيداً عن عقلية الحزب الحاكم والغنائم وكما للوطن خونة وعملاء فإن للشهداء أيضاً خونة وخونة، والشهيد إبراهيم الحمدي عَسكّر الوظيفة المدنية بالضباط الشرفاء وأحال الفساد للقضاء وحقق طفرة فريدة قد تتكرر مرة ثانية بعسكرة الوظيفة بالمجاهدين الشرفاء، مجاهدين الجبهات لا مجاهدي الكراسي الدوراة وعقلية الفيد والغنيمة، مجاهدي الإنتاج والصناعة والزراعة والقول والفعل، مجاهدين يُحيلون الفاسدين للقضاء، حتى لو كان من أنصار الله أو حتى لو كان أخ شهيد أو والد شهيد وكل شاه برجلها معلقة، “أخلسوا جلد الفساد سابرين منه سابرين منه أخلسوا ظهره”.. وأنا رجل قول وفعل، ومصنع إسمنت باجل ينتظر الفعل.. والله المستعان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: جميل انعم العبسي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا