المشهد اليمني الأول/

أشار مقال نشره موقع «استراتيجك كالتشر فاونديشن» إلى أن الحكومات الغربية ووسائل الإعلام المتعاونة معها وحتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يلعبون مرة أخرى لعبة مثيرة للاشمئزاز ضد سورية عبر ماكينة الدعاية الإعلامية الديماغوجية، حيث كان غوتيريس قد وصف الأوضاع في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية بـ«جهنم على الأرض» متجاهلاً أن ماسماه جهنم «هيل» هو تماماً من صنع تلك التنظيمات الإرهابية عبر جرائمها النكراء بحق أهالي الغوطة أنفسهم وبحق غيرهم من المدنيين في دمشق وريفها.

وتساءل الموقع: أين هو قلق غوتيريس حول «الظروف الجهنمية» في مكان آخر؟ في غزة على سبيل المثال حيث يعاني أكثر من مليون شخص من الجوع في ظل الحصار الذي فرضته السلطات الإسرائيلية بدعم من الولايات المتحدة ولسنوات طويلة في انتهاك لعدد لا يحصى من قرارات الأمم المتحدة؟ أين هي السلطة القانونية أو الأخلاقية لغوتيريس تجاه الفلسطينيين أو الرقة التي سويت بالأرض بسبب الضربات الجوية الأمريكية أو الموصل العراقية حيث أبادت الضربات الجوية الأمريكية الآلاف من المدنيين الأبرياء أو صنعاء اليمنية التي تتعرض للقصف من الطائرات الحربية السعودية بدعم من واشنطن؟ لماذا لم يستنكر غوتيريس أمام مجلس الأمن هذه الحالات أم إن الغوطة الشرقية وحدها من أدمت قلبه فجعلته يشوّه الحقائق؟!

وأكد المقال أن مشكلة «القلق» الغربي المفتعل على الغوطة الشرقية هي انتقائية ومقززة للنفس، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام الغربية نشرت في الآونة الأخيرة لقطات مفبركة من داخل الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة الإرهابيين مناشدة الولايات المتحدة والحكومات الأخرى «لاتخاذ الإجراءات»، في إشارة ضمنية إلى القيام بتدخل عسكري أكبر ضد سورية من طرف دول «ناتو».

ولفت المقال إلى أن سورية وحليفتها روسيا تتهمان «بمهاجمة المدنيين» بضربات جوية على الغوطة الشرقية، غير أن الحكومة السورية نفت استهدافها المدنيين وأكدت أن أهدافها تركزت على قصف الإرهابيين التابعين لـ«جبهة النصرة» في الغوطة الشرقية، وفي الواقع فإن هؤلاء الإرهابيين أنفسهم يقومون بشن هجمات لا تحصى بقذائف الهاون على دمشق المجاورة، لذا فإن للدولة السورية كل الحق في وضع حد لنيران المعتدين. وهنا يتساءل المرء: كيف تتصرف واشنطن أو لندن أو باريس إذا كانت في موقف مماثل؟ بلا شك سترفض هذه العواصم من دون تردد أي مخاوف دولية وتعتبرها تدخلاً في شؤونها السيادية.

وقال المقال: بلا شك إن وسائل الإعلام الغربية تغطي مرة أخرى جانباً واحداً من الأحداث في سورية وهي تغطية مشوهة جداً أيضاً، كما أنها تجري مقارنات ضعيفة هشة مع ما جرى في أحياء حلب الشرقية في عام 2016 عندما تمكنت سورية وحلفاؤها من فك الحصار عن المدينة وتحريرها من دنس الإرهابيين، وقامت وسائل الإعلام الغربية آنذاك بتشويه انتصار الشعب السوري على نحو خاطئ كلياً لتعيد تلك الوسائل نفسها مؤخراً تكرار سيناريو حلب بالأكاذيب القذرة نفسها.

وأضاف المقال: أحد الأسئلة الملحة هو: لماذا لم يُعدّ المسؤولون الغربيون والأمم المتحدة، ومعهم وسائل الإعلام الغربية تقارير عن حلب منذ عودة المدينة كاملة آمنة إلى مظلة الحكومة السورية منذ أكثر من عام؟ ولماذا لم يذهب هؤلاء «الدراماتيكيون» الذين دأبوا على الاحتجاج بشكل هستيري حول ما سموه «جرائم حرب» في حلب للتحقق من مزاعمهم السابقة؟

وأكد المقال أن أحد الأسباب هو أنهم سيجدون في حلب أناساً عادوا بسعادة إلى الحياة الطبيعية السلمية بعد أن قام الجيش العربي السوري وحلفاؤه بتحرير المدينة من قبضة التنظيمات الإرهابية مثل «جبهة النصرة»، وهذا ما يفسر لماذا لم تعد حلب مادة دسمة في الصحافة الغربية، فهي ببساطة لم تعد تتناسب مع سردهم الدعائي المغرق بالكذب.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا