المشهد اليمني الأول/

قال الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر: إن الخطاب الأمريكي- الإسرائيلي- السعودي يتهم إيران بتوسيع نفوذها عبر الشرق الأوسط، وأنها حلت محل تنظيم داعش بصفتها أكبر خطر يهدد المنطقة؛ لكن الدول الثلاث تتناسى أن أفعالها كانت سبباً رئيسياً في صعود إيران ووكلائها.

أضاف الكاتب، في مقال له بصحيفة فيننشيال تايمز البريطانية، أن جهود الدول الثلاث لوقف نفوذ إيران ليست واضحة أو جازمة كلية، فرغم قصف إسرائيل لأهداف إيرانية داخل العمق السوري، وتأكيدها على أنها ستدخل حرباً مع إيران وشركائها لوقف تعزيز نفوذهم داخل سوريا ولمنع فتح جبهة حرب جديدة على حدود إسرائيل، فإن الرياض وواشنطن وتل أبيب ليسوا متوافقين فيما يبدو.

وتابع الكاتب أن الولايات المتحدة، ورغم التغريدات الصاخبة للرئيس الأمريكي، فإنها في موقف غامض، فهي ما زالت تقدم مساعدات مالية ودبلوماسية للبنان والعراق، الدولتين التي يتعاظم فيهما نفوذ إيران.

ويفسر الكاتب تلك الخطوة بأنها محاولة من أميركا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوربي لتعزيز قدرات تلك الدول الضعيفة، من خلال دعم المؤسسات بما فيها الجيش.

ويرى الكاتب أن هذا التشتت في الموقف الأمريكي- الإسرائيلي- السعودي يناقض تماماً مع وضوح الرؤية والموقف عند كل من روسيا وإيران، اللتين تدعمان نظام بشار في سوريا بكل قوة وحوّلتا مناطق خفض التصعيد إلى مناطق حربية.

وأشار الكاتب إلى أن احتلال إسرائيل للبنان عام 1982 تسبّب في إنشاء طهران لمنظمة «حزب الله» لطرد الاحتلال، بينما أدى احتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003 إلى نشوء منظمة «بدر» بدعم من إيران لمحاربة الاحتلال، ثم سقطت الحكومة العراقية في قبضة الفصائل الموالية لإيران.

وقال الكاتب: أما السعودية فساهمت في تطور جماعة “أنصار الله” الحوثيين، وذلك عبر دعم الرياض لنظام عبدالله صالح الفاسد، وتقديم مساعدة له لشنّ حروب كثيرة ضد الحوثيين وتطوير قدراتهم، بما أدى في النهاية لفشل صالح وسقوط نظامه.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا