المشهد اليمني الأول/
من خلال ما نشاهده اليوم، برز أخيراً الصراع الفكري بين جناحي حزب “الإصلاح” الإخواني المتطرف، والذي يمثله البرلماني الشيخ عبد الله أحمد علي العديني من جهة، والمعتدل، الذي يمثله مدير مكتب الثقافة عبد الخالق سيف من جهة أخرى، حيث أصدر الجناح الأول، قبل أسبوعين، فتوى بتحريم سماع الأغاني والموسيقى، على خلفية إقامة الأخير حفلاً فنياً بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر.
وبعد أسبوع واحد من الفتوى التي أصدرها جناح “العديني”، أقام ما يسمى مكتب الثقافة في تعز، حفلاً فنياً ساهراً في شارع جمال، وسط مدينة تعز.
وأقيم هذا الحفل، برعاية كلا من محافظ المحافظة أمين محمود، ووزير الثقافة في حكومة هادي، مروان دماج، وبالتعاون مع مكتب الثقافة في المدينة، وحمل شعار “أصوات مع الجبهات”.
ويرى مراقبون، إن هذا الحفل لم يكن سوى تحدي صريح لفصيل “العديني” المتطرف في حزب “الإصلاح”، الذي أصدر فتوى بتحريم سماع الغناء.
وبحسب خبراء وسياسيون، فإن ما وصلت إليه الحالمة تعز اليوم، من صراع مذهبي وطائفي مقيت، لم يكن وليد اللحظة، بل يمتد لأكثر من خمسة أعوم، حيث عمدت السعودية إلى نشر الفكر الوهابي، عن طريق الجمعيات والمنظمات السلفية والإخوانية في تعز.
وأن السعودية وجدت في الحرب فرصة لتغذية التيار الوهابي المتشدد، واستقطاب عدد كبير من العلماء والدعاة والمفكرين في جماعة الإخوان المسلمين إلى التيار، ولم يكن العديني إلا نموذجاً للعشرات منهم.
والحفل الذي أقامه مكتب الثقافة وبهذا التوقيت بالذات، يعد تحدي صريح لتيار العديني المتطرف، الذي أصدر فتوى بتحريم الغناء، وأهدر دم مدير مكتب الثقافة في وقت سابق.
في الجهة المقابلة، وجه الشيخ “عبدالله أحمد علي العديني” في خطبة الجمعة، إنتقاداً لاذعاً للمسؤولين بالمحافظة والذين يوالون حكومة المرتزقة في المنفى وخصوصاً القائمين على ما يسمى “مكتب الثقافة” لإقامتهم الحفل الغنائي الساهر في وسط مدينة تعز، وأعتبره الشيخ العديني أنه مخالف لاحكام الإسلام ولا يخدم ما أسماه تعز ولا قضيتها والهدف منه هو أشغال الشباب من أبناء تعز عن جبهات القتال والتصدي “للحوثيين”، وأتهم في خطابه جهات خارجية غير معروفة دون أن يسميها بالوقوف وراء هذا الحفل الغنائي في المحافظة.