المشهد اليمني الأول/

مضت 48 ساعة على أزمة الغاز والوقود المفتعلة ولم يتم حتى الآن موافاة الرأي العام بكل التفاصيل بالأسماء والأرقام وبالشكل المطلوب، يا أيها الذين آمنوا الشفافية في هكذا ملفات مطلوبة وواجبة أولاً بأول واختفائها يثير الشبهات حول الحكومة وأجهزتها “صفقة بيع فساد رشاوى”.. وعلى الحكومة وأجهزتها الدفاع عن نفسها أنتم بهذا الأداء الباهت تضعون أنفسكم محل إتهام شعبي وأخلاقي بالتواطئ مع التجار والشفافية فرض واجب عليكم.

ومضت 48 ساعة على تعيين العماد رئيسا للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، نعم “رقابة ومحاسبة” نتمناها أن تكون يا أستاذ علي العماد، طوال عقود كانت “رقابة وأرشفة” نتمناها أن تكون على يد الثوار “رقابة ومحاسبة” وما تم أرشفته سابقاً من واجب الدين والأخلاق والوظيفة إعادة فتحها ملف ملف ورقة ورقة.

وتركيز الرئيس صالح الصماد على دور الجهاز الرقابي على أي شكاوى على أنصار الله لا يعني إقتصار العمل على هذا الأمر بل إشارة واضحة إلى عدم التهاون بجميع الملفات السابقة واللاحقة مهما كانت مقربة أو محببة كبيرة أو صغيرة.

التهيئة الإلهية للأحداث جعلت من هذا الملف الحساس محط إهتمام ودعم شعبي لن يتكرر، وينبغي إستغلاله الإستغلال الأمثل، والتفريط فيه كارثة لا نتمنى حدوثها.

يا أجهزة الشعب الإعلامية والرقابية والقضائية والأمنية الرسمية أنتم أمام فرصة تاريخية وظروف إستثنائية، وما يجرى من أحداث إفتعال الأزمات وإستفحال المتسلقين والفاسدين ما هي إلا تهيئة إلهية أتت على طبق من ذهب والتفريط بها له عواقب وخيمة.

الشعب كل الشعب ينتظر منكم الإنتقام لتضحياته، أين البرامج الإعلامية المواكبة للأحداث والمكاشفة للشعب يا أجهزة الإعلام، المرحلة تحتاج إلى برامج إعلامية من هذا النوع، أين معلومات مكاشفة الشعب من الأجهزة الرقابية والأمنية، أين أجهزة حماية الشعب القضائية على كل من تسول له نفسه نهب ثروات الشعب والمتاجرة بمعاناته والإستهتار بتضحياته.

ما حدث من تحركات رسمية كانت إيجابية لكنها وبهذا المستوى تبقى مهدئات ليست أكثر، بل مدعاة للقلق أكثر وأكثر، هذا المستوى ضعيف وباهت جداً جداً ويفوت الفرصة التي لن تتكرر بإلتفاف الشعب بأكمله، وهذه التطمينات لا نريدها، نريد حساب وعقاب وأمام الشعب، وليس لكم أي مبرر يحول وأي عذر مقبول.

فحذاري حذاري حذاري من التفريط، رقابة ومحاسبة وشفافية ومكاشفة وبشكل شعبي ووطني وطارئ، والنتيجة بإذن الله غير متوقعة في الداخل والخارج تحبط الأعداء كل الأعداء، والله من وراء القصد.
ـــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا