المشهد اليمني الأول/

تجمع جل القوى السياسية في تونس على أن الحرب الحاصلة في اليمن هي حرب عبثية خاطئة ولا مبرر لها ولن تخلف إلا المآسي والأحقاد بين أبناء الأمة الواحدة. وما كان للسعودية أن تكون طرفا فيها وتتدخل بتلك الطريقة الوحشية نصرة لفريق على حساب فريق، الأمر الذي سيؤجج نيران الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ليخسر اليمن ومعه سائر المنطقة.

وإن كانت بعض الأطراف تعبر صراحة عن هذه المواقف، إلا أن أطرافا تونسية أخرى تلتزم الصمت حيال ما يحصل في اليمن “السعيد” من اقتتال وعدوان من قبل المملكة العربية السعودية. لكن لا يوجد طرف سياسي أو اجتماعي ساند العدوان السعودي على اليمن صراحة أو ضمنيا مما انعكس على أعلى هرم الدولة حيث عبر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي صراحة في إحدى حواراته عن رفضه للتدخل السعودي في اليمن واعتبره خطأ وقعت فيه المملكة.

عدوان على السيادة

وفي هذا الإطار، يعتبر سفيان سهيل، الناشط والباحث السياسي التونسي، في حديثه لـ”موقع العهد الإخباري” أن “التدخل السعودي في اليمن لو نظرنا إليه من كل الجوانب سنجد أنه تدخل خاطئ ولا مبرر له وبالتالي جاز اعتباره عدوانا على بلد ذي سيادة”. فهل يعقل بحسب محدثنا أن “الدولة التي جيشت العالم على العراق عندما احتل الكويت سنة 1990 وجلبت الجيوش الجرارة إلى جزيرة العرب تبيح لنفسها التدخل في بلد عربي آخر ذي سيادة ونصرة لطرف على حساب آخر، الأمر الذي سيزيد من تفجر الأوضاع عوض الحل؟”

لقد كان على السعوديين، بحسب سهيل، “أن يقفوا على مسافة واحدة بين جميع الفرقاء دون التورط في نصرة أحدهم، وأن يسعوا للوساطة والصلح حقنا للدماء الغالية للشعب اليمني الذي شاءت الأقدار أن يكون في الجوار. كما عليهم أن يقوموا بعملية تطوير فكري تصل بهم إلى قناعة مفادها أن الاختلاف نعمة وليس نقمة وهو عنصر إثراء حضاري، وأن من لا يشترك معك في المذهب والمعتقد ليس عدوا بل هو أخ لك في الإنسانية إذا كان من ديانة أخرى أو في الإسلام إذا كان مسلما يتبع مذهبا غير مذهبك”.

حرب استنزاف

من جانبه، يعتبر ناصر المحرزي الناشط في المجتمع المدني والمناهض للحرب السعودية على اليمن في حديثه لـ”موقع العهد الإخباري” أن “العدوان السعودي على اليمن يأتي تنفيذا لمشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي الذي يرغب في إشعال كامل المنطقة من أجل الكيان الصهيوني الذي يرغبون في الإيحاء أنه واحة السلام الوحيدة في محيط عربي مشتعل. لقد نصب الصهاينة الشراك للسعوديين”، بحسب المحرزي، و”أدخلوهم في حرب استنزاف لن ينتصروا فيها مهما فعلوا، خاصة وأن أموالهم يستنزفها الإنفاق على التكفيريين في سوريا من جهة وعلى ترامب من جهة أخرى بعد أن جمع من عندهم ما يكفي من الأموال لحل مشاكل البلدان العربية مجتمعة”.

و يضيف محدثنا قائلا:”ستدمر هذه الحرب اليمينة السعودية عن بكرة أبيها والمسألة مسألة وقت لا غير، وستخلف الأحقاد بين أبناء جزيرة العرب، فلن ينسى فريق من اليمنيين ما فعله بهم السعوديون مثلما لم ينس الفلسطيني ما فعلته بهم آلة الدمار الصهيونية. المملكة العربية السعودية بصدد الانتحار في اليمن لأنها لن تنتصر في هذه المعركة، مهما فعلت لأن السلاح لا يحسم هذا النوع من الحروب التي تبقى طاولة المفاوضات وحدها الكفيلة بحسمها”.

(موقع العهد)

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا