المشهد اليمني الأول/

تؤكد كل المؤشرات الاقتصادية وأسهم البورصات والأعمال بدء اشتعال فتيل حرب من نوع جديد بين الصين والولايات المتحدة، حرب أسلحتها فرض الرسوم الجمركية الجديدة على البضائع، وأسهم البورصات العالمية وأسعار النفط.

وفي أول رد لها على المرسوم الموقع من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هددت الصين بفرض رسوم جمركية على أكثر من 100 منتج أمريكي، مرسوم ترامب الذي يسمح بفرض رسوم جمركية إضافية على المنتجات الصينية وفرض قيود على استثمارات بكين كان بمثابة إعلان حرب تجارية، لكن الصين أكدت أنها لا تريد بدء الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، لكن في حال نشوبها فإنها تستطيع حماية مصالحها.

خيبة أمل قوية أصابت بكين إزاء قرار الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية إضافية على بضائعها، لكنها لن تهرب من حرب تجارية مع الولايات المتحدة وستدافع عن مصالحها بشتى الطرق، وعلى إثر القرار الأمريكي، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن لائحة تضم 128 منتجاً أمريكياً يمكن أن تفرض عليها رسوماً جمركية إضافية بين 15% إلى25% بقيمة 3 مليارات دولار، ستطبق في حال فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة.

فتيل الحرب التجارية التي أشعلها ترامب كانت بتوقيعه على وثيقة من شأنها فرض رسوم تجارية بقيمة تصل إلى 60 مليار دولار على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، وتنص الوثيقة على اتخاذ إجراءات عقابية بحق الواردات الصينية، يمكن التعديل عليها، ما يتيح للوبي الصناعي والمشرعين فرصة لتقليص القائمة التي تضم أسماء 1300 نوع من البضائع الصينية ستستهدفها الرسوم المقبلة.

وعليه، كانت تداعيات القرار واضحة على البورصة الأمريكية إذ سجلت أكبر هبوط يومي، منذ ستة أسابيع متأثرة بفرض رسوم جمركية إضافية وعقوبات اقتصادية ضد الصين، كما تراجعت البورصات في آسيا، وانخفض الدولار إلى 104.85 ينات يابانية، واعتبر المستثمرون أن التداول بالعملة اليابانية يعتبر الملاذ الآمن حالياً، لتكون أول رد فعل من رؤوس الأموال في الحرب التجارية التي ستخسر فيها جميع الأطراف.

حرب عظمى ولكنها على المستوى التجاري- هكذا يراها خبراء الاقتصاد- قد تتحول للمستوى العسكري لاحقًا، بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، الأولى الولايات المتحدة الأمريكية والثانية تتمثل في الصين، التي جهزت نفسها جيداً للحرب الاقتصادية، وأن المواجهة بين البلدين لن تكون سهلة، وستكون كارثية على بعض الدول.

كبير المفاوضين التجاريين الأمريكيين روبرت إيتزر، اعتبر قرار ترامب بمثابة إطلاق النار على أقدام أمريكا وشلها عن الحركة، وحذر من انتقام الصين، ما يعرض الاقتصاد الأمريكي للخطر في قطاعات مثل الزراعة، فثلث إنتاج أمريكا من فول الصويا يذهب للصين، بقيمة 13 مليار دولار، إلى جانب 25% من طائرات البوينغ، والتي تقوم في الأساس على ما تشتريه الصين.

يشار إلى أن إجمالي الميزان التجاري بين البلدين يميل إلى الصين، حيث تصدر إلى أمريكا ما قيمته 490 مليار دولار، وخلقت في الأسواق الأمريكية 911 ألف وظيفة للعمالة الصينية المدربة، ورفعت حجم الودائع بالبنوك الأمريكية إلى 1,2 تريليون دولار، في حين تبلغ صادرات أمريكا للصين حوالي 116 مليار دولار، ما يوضح الخلل الكبير في ميزان التبادل التجاري لمصلحة الصين، والذي يضع الولايات المتحدة في مأزق كبير.

*ضياء الصفدي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا