المشهد اليمني الأول/

إذا كان النظام السعودي قرر عدوانه على الشعب اليمن قبل ثلاث سنوات، فهو على قِصَر نظره يقف اليوم عاجزاً عن رؤية المشهد المقبل، فما قبل الثلاث لن يكون كما بعدها، إنما الخواتيم اليوم يسطرها الشعب اليمني الذي امتلك زمام المبادرة وعنصر المفاجأة، فكانت صواريخه الباليستية التي دشن بها مرحلة جديدة وعاماً رابعاً من التحدي والمواجهة كفيلة بإيجاد حالة من الإرباك والقلق لدى دول العدوان والسعودية في المقدمة.

فبين «الأمل والحزم والحسم» المزاعم السعودية للعدوان على اليمن، انهارت أحلام بني سعود ودفنت بين ركام المنازل اليمنية التي دمرتها آلة حقدهم، دون تحقيق أي حسم عسكري فلا تقدم ولا انتصار ولا مكاسب سوى التدمير والخراب وتحويل اليمن لبلد منكوب تعصف به أسوأ كارثة إنسانة وتتغذى الكوليرا على أجساد أطفاله وتفتك المجاعة بأبنائه الذين يتعرضون لأبشع أنواع الجرائم والمجازر الوحشية التي ذهب ضحيتها حسب المعلن أكثر من 30 ألف يمني بين شهيد وجريح.

ومع المعادلات المفروضة في الميدان بات الأمل الوحيد الذي تنشده السعودية اليوم، تنشده لنفسها للخروج من المأزق اليمني الذي تغرق في وحوله يومياً وجبهاته تبتلع مرتزقتها أينما وجدوا على الجغرافيا اليمنية، وحتى حدودها مع اليمن باتت مقبرة لمرتزقتها مع عجز مئة ألف جندي مجهزين بأحدث الأسلحة عن تأمين تلك الحدود مقابل الأسلحة التقليدية التي يدافع بها اليمنيون.

الوضع على مأساويته في اليمن، لكن على المقلب السعودي هناك وضع مزرٍ آخر اقتصادياً في ظل حالة الاستنزاف المتواصلة من الجهة اليمنية أو من جهة الحلفاء – أمريكا وبريطانيا- عبر مزيد من صفقات الأسلحة وأيضاً في ظل حالة الاستعصاء السياسي التي يشعر بها النظام السعودي، لذلك فالوضع الراهن يقول: إن السعودية أمام خيارين لابد منهما أحلاهما مر فإما الانسحاب الذليل وهو مستبعد، أو تحريك المفاوضات مع القوى اليمنية ولاسيما حركة «أنصار الله» وفي ذلك اعتراف سعودي وإن كان غير مباشر بالحركة ككتلة سياسية فاعلة لا مجال لتلافيها.

أياً يكن، فقد فعلها اليمنيون وصمدوا وردعوا وأرعبوا، وما الإدانات الأعرابية التي تلت الضربات اليمنية إلا دليل قاطع على حالة الذعر والخوف والإرباك..فالرسالة اليمنية تمت ووصلت.

*هبا علي أحمد

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا