المشهد اليمني الأول/

“جالساً في غرفة القيادة والتحكم المتحركة في الرياض يُدير ولي العهد السعودي اجتياحاً لإيران، في مشهد بعد مشهد.. يأمر بسلسلة من الأسلحة لتدمير العدو.
 
وأخيراً، تحاصر قواته القائد البارز لقوّة القدس الإيرانية، قاسم سليماني وهو يرتعد، فيما شعب طهران هتف لمحرره السعودي”. بهذه المقدّمة استهلّ الكاتب ديفيد كيرباتريك تقريراً ينتقد به الفيلم الكرتوني الذي انتشر منذ عدة أشهر مضت حيث يظهر فيه “السعودية” وهي تحتل إيران بعد أن تلقي القبض على قائد لواء القدس قاسم سليماني وذلك بأمر مباشر من ولي العهد ليستقبله الشعب الإيراني بحفاوة .
 
التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان “حلم ولي العهد، السعودية تحتل إيران لكن عبر سي جي أي” يقول إن فيديو الإحتلال السعودي لإيران انتشر منذ فترة على مواقع التواصل الإجتماعي بكثافة تحت اسم مجموعة تسمّى “القوة الضاربة السعودية” مشيراً إلى أن هذه المجموعة رفضت الرد على الرسائل الإلكترونية (للصحيفة) الموجهة إلى حسابات وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بها، للسؤال عن هويتها.
 
وفي الوقت الذي شكّك به مراقبون على أن يكون الفيديو من صنيعة السعوديين متهمين إيران بالوقوف وراء هذا العمل، يقول الكاتب أن وسائل الإعلام التابعة للديوان الملكي أشادت فوراً بالفيديو واعتبرته تجسيداً لواقع القوات المسلحة في “السعودية”، مضيفاً أن أحداً منهم لم يكن يمتلك الجرأة لفعل ذلك لو كان الفيديو من صنع الإيرانيين أو أي جهة أخرى بغية استفزاز المملكة.
 
فيما رجّح خبراء أنه ربما قام أحدٌ من حاشية الأمير بإعداد شريط الفيديو للتملق أمامه. بروس ريدل، مؤلف كتاب جديد عن “السعودية” يقول أن الفيديو ليس سوى محاكاة للصراع النفسي الذي يعيشه بن سلمان، إذ أنه على خلاف الواقع يصور نفسه قائداً عربياً جسوراً، مضيفاً “ينبئ (الفيديو) بأن جزءًا على الأقل من محمد بن سلمان يعيش في عالم خيالي، وإذا كان يعتقد حقاً بهذه الأشياء، فنحن في مسار قد يكون مدمراً للغاية”.
 
التقرير أشار إلى أن ابن سلمان مهووس بالرسوم المتحركة وألعاب الفيديو منذ فترة طويلة وقد أسس شركات خاصة أنشأت مشروعًا، اسمهManga Productions، لإنتاج رسوم متحركة على الطريقة اليابانية عن “السعودية” فيما عيّن الأمير سعود القحطاني مديراً لمركز الدراسات وشؤون المعلومات، المعني بشن حملات ضد المنافسين الإقليميين.
 
وبحسب دوغلاس باري، فإن مقطع الفيديو يظهر وصفاً دقيقاً للترسانة العسكرية السعودية، مع استثناءين: الدبابات التي تم تصنيفها في الفيديو بإسم “أبرامز أم 1 أس” بدت أشبه بنسخة قديمة عن دبابة “باتون أم60″، كما أن “السعودية” لا تملك السفن لتنقلها إلى إيران. ويُختتم التقرير بمقولة لباري الكاتب البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أن “لدى السعوديين قدرة برمائية محدودة للغاية، إذ ليس لديهم منصّات لعملية برمائية واسعة النطاق”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا