المشهد اليمني الأول/

ثلاث سنوات دخلت واليمن يعاني من الحصار جراء العدوان والاحتلال. ثلاث سنوات ومعاناة شعبنا ما زالت مستمرة. ثلاث سنوات وحالات الحصار مفروضة على حليب الأطفال، على دواء الأطفال والنساء والشيوخ وكل شيء،.

ثلاث سنوات والشعب اليمني شمالاً وجنوباً يبكي دماءً ودموعاً. ثلاث سنوات ونحن نعاني من صمت العالم وصمت دول تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان، وعن حرية الإنسان والحريات والديموقراطية.

ثلاث سنوات والجنوب يقع تحت سلطات الاحتلال الهمجي الإماراتي – السعودي – الأمريكي – الصهيوني – الإمبريالي، الذي يدعم من قبل الرجعية العربية.

ثلاث سنوات والجنوب يعاني من الحرمان والإهمال، من انتشار الأمراض، والفوضى، والسجون السرية والاغتيالات، وجرائم القتل والتصفيات الجسدية لكل المعارضين السياسيين للتواجد العسكري الإماراتي – السعودي.

ثلاث سنوات والجنوب يعاني، والإمارات تكذب علينا في صحفها وفي نشرات الأخبار، وتدعي أنها تقدم المساعدات وتفتح المدارس والمستشفيات، ولكن، هي في حقيقة الأمر تقوم بتغيير طلاء المدارس والمستشفيات، أي أنها ترسل لنا إلى الجنوب مساعدات، عبارة عن صناديق “جندلات” رنج، بهدف طلاء الأماكن التي لم تطلها من قبل.

شاهدناها تقوم بطلاء جدران المدارس والمستشفيات، وتكتب بعد ذلك: افتتاح مشروع جديد هو أصلاً قائم من الأول، وتكتب عبارات «شكراً آل زايد وآل سلمان».

شاهدنا الإمارات وهي تقوم بإنزال الصور، وتعلق صوراً أخرى، تكتب فيها كلمات المدح والشكر لأسرة آل زايد وآل سلمان والشعب اليمني ، وكل أحرار العالم، يعرفون أن هؤلاء، هم من يقتلون أطفال اليمن.

الجنوب اليوم يعاني من سياسات الإمارات التعسفية، التي تهدف إلى عرقلة أي مساع لأي نشاط اقتصادي أو تجاري في مدينة عدن ومينائها ومطارها بهدف حماية مصالحها الاقتصادية، للضغط على الدول التي تتصارع من أجل السيطرة على الممرات المائية الدولية، وعلى طريق التجارة الدولية.

الإمارات تريد أن تفرض نفوذها وسيطرتها على ميناء عدن والمدينة، وطرق التجارة إليها، وبالتالي، هي تطرح شروطها في أي تسويات مقبلة تتعلق بحركة الملاحة الدولية.

الإمارات اليوم تعرقل ازدهار عدن. تعرقل تطوير الميناء والمطار تعرقل أي نشاط تجاري في المدينة، وبالتالي، هي اليوم تدعم انتشار الفوضى، وتدعم الجماعات المسلحة، في محافظات الجنوب، وتنشر حالة من الفوضى، وعدم الاستقرار. هي تريد أن ترسل رسالة إلى العالم، بأن هذه المناطق غير مستقرة، وبالتالي هي غير مؤهلة لأي نشاط تجاري بسبب الانفلات الأمني في محافظات الجنوب، وبالذات في محافظة عدن، وفي محيط المنطقة الحرة ومطار عدن ومينائها.

أنا على يقين أن إرادة الشعوب أقوى من قصف الطيران، وقصف المدافع، وأن الشعوب الحرة قادرة على صنع المستحيل. أنا على يقين أن الشعب اليمني في الجنوب سوف يصنع المستحيل، وأن اليمن الذي كسر العدوان، قادر أيضاً على كسر الاحتلال، وعلى انتزاع الحرية والكرامة والعزة والشموخ من قوات تحالف العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي.
الثورة والمقاومة في المحافظات الجنوبية مستمرة، ونحن بدورنا، سنواصل… سنواصل.

بقلم/ د . محمد النعماني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا