الرئيسية زوايا وآراء من بحر البقر إلى قانا والحديدة… لم يكن دمنا نسيا

من بحر البقر إلى قانا والحديدة… لم يكن دمنا نسيا

من بحر البقر إلى قانا والحديدة... لم يكن دمنا نسيا

المشهد اليمني الأول/

من مصر إلى لبنان، والآن بطول اليمن وعرضها، تشهد جثث أطفال العرب على جرائم السلاح الأمريكي، وتتنبأ خسائره، في الحديدة كما في بحر البقر وقانا، تكتب دماء الأطفال المهرقة بمداد الألم، واحدة من أنبل معارك الصمود العربي.

بالأيدي الصهيو-سعودية، يترجم الفشل في ساحة القتال إلى استهداف المدنيين، في إستراتيجية لمحاولة إيهام الشعوب أن ثمن المقاومة فادح، وربما غير محتمل، سعيًا لتسوية عزّ على أسلحتهم الأحدث والأفتك الحصول عليها، من صدور عارية لأبطال أنصار الله.

صحيح أن ثمن المقاومة عظيم، لكن الخنوع أمام الكيانات السرطانية في الوطن العربي نهاية للأوطان.
اليمن تحول بعد 3 سنوات من حرب ظالمة إلى الطرف الأقوى، ترجمة لنجاح إستراتيجية المقاومة في إصابة العدو السعودي بالشلل والارتباك، مشهد شهداء الحديدة يأتي ردًا على نجاح القصف الصاروخي اليمني لقلب المدن السعودية، ردًا على العجز العسكري، والإفلاس السياسي.

حققت المقاومة رغم غياب أي ضغوط دولية على أطراف العدوان نجاحًا باهرًا، يؤسس لمرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، ومن ثم، المنطقة العربية، فالسعودية التي لا تكل من تقديم نفسها كدولة قائدة لجزيرة العرب، تفقد فاعليتها الإقليمية بسرعة شديدة، وتنزف من مستقبلها، سواء استمر العدوان، أو توقف بلا نتيجة بعد كل هذه الدماء والأموال.

خسرت السعودية في اليمن أوراقًا طالما لعبت بها سابقًا، وسوّدت مستقبل أهل اليمن، من أول التلاعب بعناصر المجتمع، ممثلًا في بعض مشايخ القبائل الطامعين في أدوار سياسية، إلى الشحن الطائفي البغيض، وزرع الفتنة، وفتح الخزائن لتمويل حركات إرهابية، ليست القاعدة أولها بالتأكيد.

دخلت السعودية إلى اليمن من الباب الأوسع، كونها كانت الطرف الأول الذي تدخل عقب ثورة الشعب اليمني ضد علي عبد الله صالح في 2011، بدفع من علاقات سابقة مع قوى محلية، وإمكانات مادية تغري النفوس الأيلة للسقوط، ونجحت في هدف التمزيق، الذي طالما سعى له عبد العزيز آل سعود وأبنائه.

وحين انتفض أنصار الله، مدعومين من الشعب اليمني، مدفوعين بمصالح البلد وأهلها فقط، حان وقت التدخل السافر، بغطاء عربي قذر، تمثل في التحالف العربي لدعم الشرعية، وغطاء دولي أقذر، تمثل في احتكارات السلاح العالمي، الذي يستفيد بمئات المليارات من الخزائن الخليجية، ويسعى أكثر من غيره لاستمرار الحرب إلى أمد غير منظور.

المال السعودي يحقق للمملكة ولـ”بن سلمان” أريحية في تنفيذ جرائم العدوان على الشعب اليمني، لكنه بالتأكيد لن ينقذ المملكة من مصير قادم وحتمي، فلكل يمني اليوم ثأر مع النظام السعودي، واستمرار الجرائم كفيل بإنتاج وعي جمعي لدى اليمنيين يرفض أي تعايش مع جار غشوم.

صحيح أن سلمان استطاع شراء الصمت العالمي، في هذه السنوات، لكن الصحف ومن ورائها شخصيات عالمية بدأت تتكلم، وصوت مصانع الأسلحة لن يستمر أعلى إلى نهاية المطاف، لكن الفعل الحقيقي منوط بمدى الصمود اليمني أولًا، وبحركة عربية تدرك أين يكمن عدو الأمة كلها.

أحمد فؤاد – صحافي مصري

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version