المشهد اليمني الأول/

أدانت منظمة أطباء بلا حدود الدولية استهداف تحالف العدوان السعودي حفل زفاف في مديرية بني قيس بمحافظة حجة (غرب اليمن)، ووصفته بـ “المروّع”.

وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود الدولية في اليمن جواو مارتينز، إن “الهجمات على المدنيين تشكّل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي”، مشدداً على إنه “من المحظور أن تشنّ هجمات يُتوقع أن تلحق الأذى بالمدنيين، وقد تم انتهاك هذه المبادئ بشكل مستمر في اليمن”.

وأضاف أنه “يجب على جميع الأطراف المتنازعة الالتزام بحماية المدنيين، كما ويجب على الأطراف التي تغذي النزاع من خلال بيع الأسلحة الاضطلاع بمسؤولياتها التي تتمثل في احترام القوانين الدولية التي وُضعت لحماية المدنيين”.

فيما صرحت منسقة مشروع المنظمة في حجّة سالي توماس عن وصول امرأة إلى المستشفى في حالة من الذعر، وكانت تبحث عن ابنها، فقد كان حاضراً في حفل الزفاف ولا تعرف ما حلّ به”، فالضربة تسببت للكثير من النساء والأطفال الآخرين في القرية بالصدمة لأنهم لم يعرفوا ماذا حدث لأحبّائهم”.

وأفادت المنظمة في بيان لها أن “فرقها عالجت 13 طفلاً من بين الجرحى الذين يبلغ عددهم 63 جريحاً”، مشيرةً إلى أن “ذلك عقب سلسلة من الضربات الجوية من قبل التحالف السعودي الإماراتي على حفل زفاف بقرية نائية وفقيرة في مديرية بني قيس”.

وأضاف البيان أنه “تم نقل الجرحى في البداية على الحمير من مكان الحادث، وذلك لأن السيارتين الوحيدتين في القرية تضررتا نتيجة الضربات”. لافتاً إلى أنه وفي استجابة أولية تم إرسال “طواقم وسيارتي إسعاف من المستشفى الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود إلى القرية، لكنهم تأخروا بشكل كبير في الوصول لأن الطائرات كانت لا تزال تحوم فوق المنطقة، وهو الأمر الذي أدى للتخوف من حصول ضربات أخرى”.

وأكدت المنظمة في بيانها أن جرحى حفل الزفاف وصلوا إلى المستشفى وهم يرتدون أكاليل الورد التي يتم ارتداؤها تقليدياً للاحتفال بالزواج، مشددةً على أنه لم يكن أياً من جرحى حفل الزفاف في حجة مسلحاً أو مرتدياً زياً عسكرياً.

وقالت إن سيارة إسعاف وصلت إلى مستشفى حجّة، وكانت تحمل حوالي 6 أشخاص، وكان الجرحى يعانون بشكلٍ رئيسي من أطراف مبتورة وجروح سببتها الشظايا، كان هنالك ما لا يقل عن ثلاثة مصابين بحاجة إلى البتر، بما في ذلك شقيقان فقد كل منهما قدماً، لافتةً إلى أن “في الصباح الباكر، جاء العديد من سكان حجّة إلى المستشفى للتبرع بالدم، وفي غضون ساعتين، تم جمع 150 كيس دم، حيث تم استخدامها في علاج المصابين”.

واستنكرت فرنسا الحصيلة الكبيرة للقصف الذي تعرضت له منطقة حجة، والذي أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 30 شخصاً وإلى سقوط العديد من الجرحى.

ودعت جميع الأطراف إلى “الامتثال إلى القانون الدولي الإنساني الذي يحظر القيام بأعمال عسكرية بحق المدنيين والبنية الأساسية المدنية”، معتبرةً أنه “من المفروض على الأطراف المتحاربة اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة في هذا الصدد عند تنفيذ عملياتهم”.

وكانت طائرات تحالف العدوان السعودي على اليمن، قد استهدفت بقصف جوي عرساً في قرية بني قيس في حجة، متسببةً بارتقاء 33 شهيداً وجرح 47 آخرين.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا