المشهد الميني الأول/

جريمة بشعة، وأبشع منها تبرير “المتحدث باسم التحالف” لها، بالقول إن الضربة استهدفت “قيادات حوثية من الصف الأول والثاني”.

أولاً: كل من سقطوا في القصف الذي استهدف مكتب الرئاسة مدنيون أبرياء ولا وجود لأي قيادي حوثي.

ثانياً: التصريح يعني أنه وبعد ثلاث سنوات من الجرائم المستمرة بحق المدنيين، وبدلاً من أن يكون الأمر قد شكل عبئاً أخلاقيا وسياسيا على السعودية والإمارات والعالم الداعم لهما؛ فقد تحول إلى قانون رسمي لهذه الحرب: المدنيون تجوز استباحتهم مادام هناك “احتمال” بوجود حوثيين بينهم!

هكذا سارع “ناطق التحالف” عقب الجريمة وبشكل لافت إلى عقد مؤتمر صحفي يغطي فيه على بشاعة قصف مكتبٍ مكتظ بالمدنيين، وحي مكتظ بالأسواق والسكان؛ ليقول إنه قصف استهدف قيادات حوثية.

يبدو التصاعد اللافت لاستهداف المدنيين مؤخرا في صنعاء، وبعد أن كانت وتيرته انخفضت قليلا في ما مضى، مؤشرا على مرحلة جديدة من الحرب محورها ما تفترض السعودية وحلفاؤها، وخصوصا الأمريكيون، أنه عمليات استخباراتية ميدانية قد تشكل اختراقا في جدار العجز الذي علقت فيه عمليات التحالف طيلة السنوات الثلاث.

هذا العمل الاستخباري نجح في الوصول إلى صالح الصماد، ولذلك انفتحت شهية التحالف أكثر، ومنذ قصف وزارة الداخلية حتى قصف الداخلية والدفاع الليلة الماضية حتى قصف مكتب الرئاسة اليوم ترتسم حالة انفتاح هذه الشهية أكثر.

ولكن الدماء البريئة كفيلة بالعصف بالنجاحات اليتيمة والهشة. الرحمة لكل الشهداء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلك: محمد عايش

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا