المشهد اليمني الأول/

دويلة الإمارات وهي في طريقها لتحويل جزيرة سقطرى اليمنية إلى جزيرة إماراتية تعزز من تواجدها العسكري بوصول طائرة عسكرية تلو الأخرى محملة بالمدرعات، تفرض سيطرتها الكاملة على الجزيرة وتمنع أي تحرك يمني وإن كان تحرك للمرتزقة، تصادر أي نشاط لعملاءهم اليمنيين.

ومن خلال هذا التوجه تمنع قوات الإحتلال الإماراتي رئيس وزراء حكومة المرتزقة بن دغر من مغادرة سقطرى بإتجاه عدن، فتأتي لجنة سعودية لتتوسط عند الجندي الإماراتي وتراجعه فيما تسمح لبن دغر أن يغادر سقطرى بإتجاه الرياض مع الوفد المرافق له.

فكل المسؤولين من المرتزقة من عند عبدربه منصور هادي إلى رئيس الوزراء ووزراء حكومتهم ومحافظيهم إذا تم السماح لهم للدخول إلى المناطق المحتلة لابد لهم أن يخضعوا لتوجهيات جندي من جنودهم لساعات محدودة ويغادرون بلد الإحتلال إلى بلدهم في غرف فنادق الرياض.

منع بن دغر من مغادرة سقطرى نموذج من نماذج الإمتهان الذي يتعرض له المرتزقة من كبار المسؤولين إلى صغارهم. هذا التحرير الذي سعى له مرتزقة العدوان وتغنوا بها ورقصوا على أشلاء النساء والأطفال، وقاتلوا وضحوا في سبيل تحرير أوطانهم حسب زعمهم، ولا زالوا على ذلك فمنعوا وطردوا من البلد وأحصروا في غرف فندقية لا يملكون حتى مفاتيح غرفهم.

دول العدوان تثبت بعد ثلاث سنوات من التضحيات الجسيمة التي قدمتها خلال العدوان على اليمن ليست من أجل سواد عيون اليمنيين، وإنما من أجل تحويل المناطق التي تسيطر عليها إلى جزر وإمارات تتبعها هي بعيدا عن مرتزقتهم، وليس لعملاءهم أي نفوذ في هذه المناطق.

لم يكن لأي معتد أو غاز أن يقدم قدراته البشرية وإمكانياته المادية من أجل تسليمها لأهلها، وما كان ﻷي غاز أو محتل أن يصرح بأننا جئناكم محتلون وغزاة، إلا أن يقدموا أنفسهم مخلصين للشعوب مما هي فيه، مع الوعود البراقة أن البلد بلدكم والأرض أرضكم، وما نحن إلا منقذين وتفضلوا إستلموا البلاد يا أحباب.

اليوم السعودية والإمارات بعد تمكنها من بعض المناطق اليمنية تقول لعملاءها ومرتزقتها البلد ليست بلدكم والأرض ليست أرضكم، وإنما بلدكم وأرضكم تلك المناطق التي ليست تحت الإحتلال، فاذهبوا حرروها لكي ندخلها آمنين، ونستحوذ عليها وفي الأخير يجب أن تجتثوا وما لكم في الأرض من قرار.

فيا أيها المخدوعين، يا أيها المرتزقة ألا يكفيكم إهانة وذلة وقهر، بعد الثلاث السنوات لم تستطيعوا أن تمكثوا في المناطق المحتلة ولا حتى سويعات بكل حرية وأمان، ألا يكفيكم إهانة رئيس وزراءكم من جندي إماراتي، يتحكم فيه كيفما يشاء.

إذا أردتم تحرير المناطق المتحررة من الإحتلال حرروا أولا أنفسكم من الإماراتيين والسعوديين والسودانيين، تحرروا أنتم من الإستعباد والإذلال، لقد سلبوا منكم حريتكم، لقد روضوكم على الإذلال والمهانة، لقد عودوكم على الخنوع والقهر والإستعباد.

لو كنتم أحرارا لانتفضتم ضد من يمنعكم من بلدكم، ولو كان عندكم مثقال ذرة من الحرية لما تأخرتم ثواني حتى تشعلوها حربا على من منع رئيس وزراءكم من مغادرة سقطرى بإتجاه عدن، ولكنكم أدوات ضربت فيها النفسية فتروضت على الإهانة ((وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ)).

فيا أيها الأذلاء الشعب اليمني العظيم ومن اليوم الأول من العدوان عليه قرر على نفسه الجهاد والقتال في سبيل الله لتحرير البلد منكم ومن أسيادكم، كفر بالطاغوت وجحد الذلة والإستكانة وأبى أن ينحني للهمج الرعاة.

الشعب اليمني العزيز إتخذ لنفسه العزة والشرف والكرامة والحرية وعرف أنه لن يجد ذلك إلا بمواجهة العدوان، فعاش طيلة الثلاث السنوات عزيزا كريما حرا أبيا شامخ الرأس رافع الهامة ولا زال على ذلك حتى تحرير كل البلاد اليمانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: عدنان الكبسي (أبو محمد)

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا