المشهد اليمني الأول/

صمت الموت عنوان لأحد أشهر أفلام الرعب، عندما يكون الصمت مميتاً والحديث طريقاً أسرع للموت، وعندما يصفعك أحدهم من الخلف بقوة وما إن تلتفت لخلفك يفاجئك منظر تجمُّع ألد أعدائك، لحظات الساعات الأولى المرعبة لضرب الجولان المحتل بعشرات الصواريخ، سوريا تصمت، إيران تنفي، قناة المنار تواكب الحدث؛ والأعداء يصرخون من النشاط الإيراني والمليشيات الإيرانية، فمن الذي أطلق الصورايخ ..!؟

زخات من الصورايخ على الجولان السوري المُحتل وقناة المنار تواكب الحدث بالدقيقة والثانية وبأدق التفاصيل، وسوريا تتحدث عن التصدي للغارات الصهيونية المعادية وتصمت عن الصورايخ التي دكت عقر دار العدو لأول مرة منذ حرب 1973م، وإيران تنفي، وأمريكا وإسرائيل تتهم إيران وإعلام الغرب يتحدث عن مواجهة بين إيران وإسرائيل على الأرض السورية، والأذناب يتحدثون عن المليشيات الإيرانية والنشاط الإيراني المزعج لليهود وأمريكا والأمن القومي لبني سعود وعرب الكامب والوادي.

صورايخ مجهولة معلومة الهدف المُقدَّس، إنه أسلوب ونهج المقاومة الذي هزم العدو الصهيوني في جنوب لبنان وغزة، وهزم التكفير الوهابي والإخواني في شمال اليمن وحتى العراق وسوريا ولبنان، جيش العدو الصهيوني يهزم الجيوش العربية والدول خلال ساعات وأيام سبع، وعلى ثلاث جبهات بالتفوق الجوي والناري وعنصر المفاجئة بالضربة الأولى التى كانت دائماً من نصيب العدو، ثم تحولت بأسلوب المقاومة إلى أولياء الله الصالحين، وبعد هزيمة العدو الصهيوني في حرب 2006م على لبنان صرَّح الرئيس “بشار الأسد” من خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي المصري المخضرم “حمدي قنديل” بأن جبهة الجولان المُحتل سيتم فتحها للمقاومين العرب والمسلمين، وسيد المقاومة اللبنانية أوحى لسوريا بإتباع أسلوب ونهج المقاومة لتحرير الجولان السوري.

فذهب “سمير القنطار” و “جهاد عماد مغنية” لجبهة الجولان فاُستشهدا كلاهما هناك بالطيران الصهيوني، ورفاقهم يواصلون درب المقاومة، وبعد ربيع الإخوان والدواعش وقطر وتركيا والسعودية والإمارات تكالب الأعداء على سوريا، ورب ضارة نافعة وعدة عصافير بروشتة الطبيب السوري الرئيس الأسد، سلاح نوعي لحزب الله لا تمتلكه إلا الدول والجيوش النظامية، والحماية الشعبية للشعب الكردي السوري، وروسيا وإيران لحماية سيادة وأرض وشعب سوريا، وللمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية جبهة الجولان المحتل وبالقانون الدولي، جبهة مقاومة بقرار مُستقل عن الجيش النظامي السوري الذي يتفرغ للإرهاب العالمي، وما بعد التخلص من الإرهاب.

وحتى لا نذهب بعيداً بالتحليل والإستنتاج والتوقع عن القوام والهيكل والقائد والسلاح والمهام والصلاحيات فإن جبهة الجولان السوري قد إستكملت البنية التحتية وانتقلت إلى مرحله الفعل المقاوم حرب العصابات والاستنزاف ضد العدو الصهيوني الذي يحتل الجولان السوري، إنها جبهة مقاومة عالمية إسلامية إنسانية مشروعة وبالقانون الدولي، لذلك كان هدف الصواريخ الجولان السوري المحتل فقط دون فلسطين المحتلة حتى الآن، ولذلك كان أيضاً الرد الصهيوني محدد المكان والساعات.

بغض النظر عن مخاوف إندلاع حرب شاملة أو إقليمية أوعالمية ومن المنتصر والخاسر، جبهة المقاومة الإسلامية العالمية ضد العدو الصهيوني أصبحت على مشارف الجولان المحتل، فهل تنسحب إسرائيل من الجولان بعد جنوب لبنان وغزة، أم يُكابر العدو ويتغطرس وتكون حرباً تودي إلى زوال هذا الكيان اللقيط والغريب على المنطقة والشعوب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: جميل أنعم العبسي

https://youtu.be/zxl_WR6JjaY

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا