المشهد اليمني الأول| تقرير – جميل أنعم
ثلاث أيام وليالٍ حسمت مساعي التحالف وأربكت حساباته وأعادته مربعاتٍ إلى الخلف، وبدلاً من معركة صنعاء قُطعت اهم إمدادات المعركة، وتم شطب معركة صنعاء الإستراتيجية، والتي تم تأجيل مشاروات الكويت لأجلها، أملاً في إحراز تقدم ميداني يتم إستخدامه ورقة ضغط على الوفد الممثل لأنصار الله والمؤتمر . 

وبحسب المصادر العسكرية والميدانية، فإن الجيش واللجان الشعبية أمسكوا بزمام المبادرة، وتولوا دفة القيادة، واستطاعوا التحكم بمفاصل المعركة الحساسة ومناطقها الأكثر سخونة، من شمال اليمن حتى باب المندب، وما فعله الجيش واللجان الشعبية، خلال الفترة القليلة الماضية، قد حسم المعركة لأشهر قادمة .

ومع ذلك حاول العدوان ومرتزقة إحداث خرقاً بإتجاه صنعاء، يستثمره بالضغط على القوى الوطنية، وإحداث بلبلة إعلامية يبرع بها التحالف بإستمرار، وفي الثلاث الأيام الفائتة، وبحسب مسؤول عسكري والذي صرح لموقع محلي، بإن المعركة الأصعب بدأت تميل كفتها لمصلحة الجيش واللجان الشعبية، فعملياً، أصبح مفرق الجوف تحت السيطرة، كما تم قطع الخط الرابط بين “فرضة نهم” و “مفرق الجوف” بالإضافة إلى تقدم مستمر واستعادة تأمين مواقع ومناطق استراتيجية في الملح وغيرها.

ووفق المسؤول فإن تلك المناطق، كانت الممر الوحيد للإمداد من مأرب إلى “نهم”، وأن القرار بفتح المعركة، وتحديد التوقيت كان كبيراً – حسب قوله.

لكن الإستعدادات التكتيكية ووحدات الرصد لدى الجيش واللجان كانت أكبر من المتوقع، واستطاعت التحكم بأهم المناطق الإستراتيجية وأكثرها سخونة، وبحيث ما لبثت مجاميع ضخمة قادمة من مأرب، أن تحط رحالها أسفل فرضه نهم من جهة مأرب، وفي وقت بدأت فيه وسائل إعلام التحالف تروج لما أسموه بـ ” معركة صنعاء ” باغتت القوة الصاروخية للجيش واللجان تلك الحشود الكبيرة بصاورخ باليستي، أصاب ” معركة صنعاء ” بمقتل في ضربة خاطفة .

وأفاد مصدر مطلع، أن من بين القتلى قائد المدفعية في التشكيلات التي يقودها هاشم الأحمر، المدعو وليد العديني، بالإضافة لعشرات المرتزقة بينهم قيادات كبيرة .

وكانت معارك عنيفة شهدتها خط إلتماس الجوف ونهم ومأرب سبقت الضربة الباليستية، حيث كان أيضاً المرتزقة في مأرب والجوف على موعد مع صواريخ “زلزال” التي أفشلت مخططاتهم وكانت لهم بالمرصاد .

وفي نفس الجهة إلى أقصى الغرب حيث نقطة إلتماس جيزان مع ميدي، وكنتيجة لتخبط وانهيار معنويات العدوان قام بتوجية ضربة جوية قاتله لمرتزقته، ما اسفر عن مقتل واصابة أكثر من 50 مرتزق، حيث أوضح مصدر عسكري أن الغارة استهدفت تجمع لمرتزقة العدوان في أطراف ميدي بالقرب من موقع الموسم السعودي بجيزان .

على المقلب الآخر، حاولت مجاميع مرتزقة العدوان السعودي في تعز، مهاجمة مواقع الجيش واللجان الشعبية في بير باشا وحيفان وغيرها، بغرض تشتيت قوى الجيش واللجان واستنزافها في أكثر من جبهة، لكن كان للقوات اليمنية رأيٌ آخر، وقامت بتوجيه رد قاسي على الخروقات، أسفر عنه سقوط أهم معسكرات المرتزقة، هو اللواء 35 في بير باشا .

ومن لحج إلى أقصى غرب تعز إلى الجنوب، استمر أبطال الجيش واللجان في تقدمهم من عدة محاور حتى تمكنوا من تطهير آخر معاقل مرتزقة العدوان السعودي في سلسلة جبال كهبوب المطلة على باب المندب حيث أحكموا قبضتهم عليها، وأصبح الجيش واللجان الشعبية على تخوم مضيق باب المندب من كل الاتجاهات البرية، حيث يسيطرون على مدينة ذوباب وسلسلة جبال العمري وجبل الشبكة المطلين على المضيق .

تطويق الجيش واللجان الشعبية لباب المندب من كل الإتجاهات
تطويق الجيش واللجان الشعبية لباب المندب من كل الإتجاهات

وقد ترافقت تلك الزحوفات بخروقات جوية كبيرة حيث بلغت إجمالي الغارات خلال الثلاث الأيام الفائته أكثر من خمسين غارة شنها طيران التحالف وسط معارك عنيفة، اشتعلت جراء زحوفات في عدد من جبهات المواجهات في الجوف، والبيضاء وتعز .

الجمعة استهدفت سبع غارات “مران” بمديرية حيدان، في صعدة بعد اربع غارات على جبل الشرفة في المنطقة ذاتها. كما شنت الطائرات نحو 15 غارة على مناطق حرض وميدي ومثلث عاهم، ودمتر منزل الحاج على طاهر الحملي بغارتين.

واستهدفت عشرات الغارات على مدى أيام العيد مناطق الغيل والمتون والمصلوب بالجوف، كما أغار الطيران على منازل المواطنين في مدينة “المخا” الساحلية بالتزامن مع استهداف جوي لمناطق ذوباب والعمري، القريبة من باب المندب .

كما استهدف الطيران سيارة تقل مسافرين على الخط العام في مديرية حريب القارميش بالمحافظة، متسبباً بحدوث مجزرة أستشهد فيها 5 مواطنين بينهم نساء وأطفال جراء الغارة فيما نقل 12 مصاباً آخر إلى المستشفيات القريبة.

وكان الطيران عاود استهداف لواء العمالقة، بحرف سفيان، في محافظة عمران، الخميس، بخمس غارات، كما استهدفت منطقة “بني حشيش” خمس غارات على مدى يومي الخميس والجمعة.

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا