المشهد اليمني الأول/

 

كل المدن السالفة الذكر متشابهة من حيث التضاريس فهي مناطق ساحلية مكشوفة ومنبسطة يصعب الدفاع عنها نظرياً خصوصا مع وجود غطاﺀ جوي مهول للمهاجم، صدقوني ان كل تلك المناطق كان من المفترض ان تسقط في اول عشرة ايام من الحرب “!! هكذا تقول كل النظريات العسكرية ويقول جميع الخبراﺀ العسكريين، فما الذي حدث حتى تباينت فترات الصمود؟ ولماذا صمدت بعضها كل هذه المدة؟ وهل ستصمد الحديدة كميدي ام تسقط بسرعة كعدن، ولماذا سقطت عدن بسرعة وصمدت ميدي.

 

سقطت عدن بسرعة لان الحاضنة الشعبية فيها للانصار كانت شحيحة جدا، وكذلك ل بُعد عدن جغرافيا عن الحواضن الشعبية الكثيفة للانصار، فكل ماحول عدن من مناطق ليس للانصار فيها حاضنة شعبية يُعتد بها تساند المقاتلين، لذا كان الدفاع عنها صعب للغاية.

 

المخاﺀ كانت افضل حالاً من عدن نظرا لارتفاع منسوب الحاضنة بشكل اكبر قليلاً من عدن.

 

ميدي صمدت كل ذلك الصمود الاسطوري لوجود مناطق مجاورة لها وبالقرب منها حاضنة بقوة للانصار، لم تكن قوة ميدي من داخلها بل من المناطق التي حولها، اما الحاضنة الشعبية فيها فلم تكن مرتفعة ولا تختلف عن المخاﺀ تقريبا.

 

الحديدة صحيح ان الحاضنة الشعبية فيها منخفضة نسبيا وان كانت لاشك اكبر بكثير من عدن والمخا وميدي (نظراً لتنوع القاطنين فيها واتساع مساحتها ) وهذا الانخفاض هو مايعول عليه التحالف ويدفعه للمغامرة في اقتحامها، نعم انا أصر على تسميتها مغامرة حمقاﺀ وغبية ان حدثت وذلك للاسباب التالية :

 

لان التحالف تجاهل الحواضن الكثيفة للانصار في المناطق المجاورة لها گ حجة والمحويت وذمار ومحافظة صنعاﺀ والتي أغرقت الساحل بالرجال بعد خطاب واحد للسيد، كل تلك التعزيزات غيرت المعادلة خلال ساعات قليلة، والجميع لاحظ كيف كان اعلام المرتزقة قبل خطاب السيد وكيف اصبح بعده(شتاااااان)، بلعوا السنتهم وحُصدت رؤوسهم بسرعة البرق.

 

ونظراً لانهم لم يتعلموا من درس ميدي القاسي وهي مجرد مدينة صغيرة وتقع على حدود المهلكة، ونظراً لان معظم التهاميين يخشون على محافظتهم من التدمير لذلك لن يندفعوا الى مساندة المحتل.

 

و لأن الانصار قد اعدوا اعداداً كبير لهذة المعركة منذ 3 سنوات نظراً لاهمية الحديدة الجوسياسية، و لان التعزيزات اليها ستظل تتدفق ولن تنقطع من المناطق الخلفية, والخطوط مفتوحة باتجاهات عدة.

 

و لأن المرتزقة سيكونون تحت ضغوط اعلامية كبيرة لتحقيق نصر سريع يرضي تطلعات جمهورهم فيندفعون الى المجهول، و لان حرب المدن تحتاج لشجاعة واستبسال لايمتلكها المرتزقة خصوصا ان تاثير الاباتشي سيصبح في اضعف حالاته.

 

و لان المرتزقة يتحركون في شريط ساحلي ضيق لذا فان خطوط امداد المرتزقة ستكون طويلة وغير امنة ويمكن قطعها اذا ما شن الانصار هجوما قويا في موزع او المخاﺀ او اي منطقة خلفية، و لان من يقود هذه المعركة هو رجل مهزوم نفسيا (بعد هزيمة 2 ديسمبر) ولايثق فيه اتباعه و من الى جواره، لذلك اقول ان هذة المغامرة ستكون (ان شاﺀ الله )هي القاصمة لظهورهم ان حدثت دون مبالغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: علي الصنعاني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا