المشهد اليمني الأول/

 

كتب عضو المكتب السياسي لانصارالله “سليم المغلس” مقالاً بعنوان: “مرحلة جديدة في الصراع الإماراتي الإخواني باليمن” جاء فيه:

 

سياسة الامارات السابقة في مواجهة الاصلاح اعتمدت على دعم اعدائه من الحراكيين والسلفيين وغيرهم في المحافظات الجنوبية وكون الاصلاح الحليف القوي والرئيسي لهادي ولكون اعداء الاصلاح هم ايضا اعداء لهادي كان التحرك الاماراتي عسكريا وامنيا على الارض ضد الاصلاح وهادي معا، واستغل الاصلاح تحالفه مع هادي ومايسمى بالشرعية كعنوان لتحركها في كل المجالات.

 

ولفترة طويلة اقتصر الاصلاح في صراعه مع الامارات في المسارات الحقوقية والاعلامية عن طريق شبكة المنظمات والماكنات الاعلامية للاخوان المسلمين لكشف جرائم الامارات وانتهاكاتها الانسانية في السجون وغيرها مع تجنب اي اظهار لخصومة معلنة مع الامارات.

 

وبعد ان ادخلت الامارات ادواتها الشمالية كطارق عفاش ومن معه كلاعبين جدد في المحافظات الشمالية المحتلة تستهدف بهم الاصلاح في الشمال ، شعر الاصلاح بخطورة وضعه ، وعدم جدوائية الورقة الحقوقية لوحدها لينتقل لتفعيل الورقة السياسية وتصديرها دوليا.

 

حيث واستغل تحالفه مع هادي للتحرك السياسي تحت مسمى الشرعية المعترف بها دوليا، واستطاع تعرية الامارات باهدافها واطماعها في اليمن كاشفا ان الامارات تسيطر وتتحكم بالمناطق الجنوبية وتفرض اجندتها الاحتلالية في مواجهة ما يسمى بالشرعية التي هي الهدف المعلن للعدوان والمعترف بها دوليا.

 

وكان لاحداث سقطرى الدور الابرز والذي من خلالها استطاع الاصلاح تصديرها الى مستوى دولي والتعاطي بشأنها رسميا وبشكل واضح ومعلن في مجلس الامن الدولي تحت غطاء مايسمى بالشرعية ، اضافة الى تكوين راي عام محلي جنوبي وشمالي باحتلال الامارات لسقطرى.

 

وبعد ذلك ادركت الامارات اهمية الورقة السياسية كنقطة قوة يمتلكها الاصلاح لتسعى حاليا في توجه حثيث لتجريده منها وسحب الغطاء السياسي المسمى بالشرعية عنه وذلك بفصل هادي عن الاصلاح ، وعزل الاصلاح كحزب متطرف مكشوف الغطاء يسهل استهدافه والتخلص منه.

 

يتضح هذا من خلال الاحداث الاخيرة والقرارات وتصريحات بن دغر وغيره من الحسوبين على هادي بانتهاء قضية سقطرى وكذا من خلال التواصلات بين الامارات وهادي والمحسوبين عليه والذي كان اخرها ذهاب الميسري وزير داخلية هادي الى الامارات اليوم.

 

لنراقب خيارات الاصلاح بعد المأزق الكبير الذي سيقع به بعد عزله وتصنيفه كجماعة متطرفة ارهابية وفقدانه اي ادوات سياسية او غيرها لحماية وجوده والحفاظ على نفسه من الاستئصال الاماراتي وبغطاء سعودي ودولي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا