المشهد اليمني الأول/

 

كُتب لتِهَامَة الخضراء أن تحيا بماء الحرية لتُثمر عطاء وتنمية، أن تواجه الموت والحياة في آنٍ معاً، أن تُسطِر بطولاتها الذهبّيه بابنائها في لقائها اليومي طيلة ثلاثة اعوام ونصف مع الموت ورحلتها الدائمة مع الحياة كتِهَامَةُ يمانية عزيزة حرة حصينة التي تعددت جرائم الغزاة وتنوعت أساليبهم وتعددت طرقهم للنيل منها، لكنها بقت صرح النصر والحرية التي تتكسر على جنباتها عواصف العدوان والظلم والطغيان، اكتست تهامة بأصفر الرمل وخُضرة النخل والمحاصيل الزراعية لتكون عنوان الحرية والإباء والعزّه ومبدأ النصر والانتصار ومنتهى العزة والإيمان، فالغزاة ومرتزقتهم ما زالوا يحاولون إلى يومنا هذا جعل تِهَامَةُ ملطخةٌ بالأحمر القاني، ولكنها تأبى أن تكون أرضاً للموت وظلال الحياة، وأن يحيا أبنائها وبناتها مواطنين على ثُرى الشهادة والتضحية، فكانت الحياة في سبيل الله غاية الطريق، ومنتهى الأهداف وأنبل المأرب وأصعبها على الإطلاق، فَلَو أن تِهَامَة اليمن العظيمة اختارت ثوب الحداد وهي حرة تختار ما تشاء، لعاش أفرادها بين سندان الشقاء ومطرقة التعاسة والآلام.

 

لكن تِهَامَة تخوض التجربة الأصعب، وتنفض الركام، وتتنفس الصعداء، وتكنس الآلام من طرقاتها وتقشع الدخان من سمائها مُبديةً ثغرها الملائكي لأهل الأرض جميعاً “أن هُنا تِهَامَة.. هنا الصمود والعزّه والحرية والحياة والنصر”.. الرغبة العارمة والتوقُ الكبير للمعيشة الكريمة ألقى بظلاله على أحرار تهامة الاوفيّاء، مما جعل سيرة ثورتنا السبتمبرية بقيادة ولي الامر الجليل قائد الثورة في طرق متوازية تتباين سرعتها بوضوح بين الحماية والبناء ، تمضي ثورتنا مكللة بالهمم والعزائم في هذه الطرق لتعطي درساً مهيباً بليغاً، في إمكانية النهضة في حين الحصار و الدمار والاحتلال مستمر، فيُسرى أحرارنا وحرائرنا بتهامة المجيدة تنزع ألغام الغزاة والمرتزقة وأحقادهم، ويُمناهم التِهَامَية اليمانية الاصيلة تزرع فسيلة النصر والأمل وحق الوجود الذي لن يأخذها منا سوى واجد الوجود جل وعلا.

 

تِهَامَةُ هي امانة الرئيس الشهيد الصماد في اعناق ابناء الشعب اليمني كما قال ولّي الامر السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه والله ونصره لذلك هو سبيل الاوفياء الثائرين إيمان واجتهاد، تضحية وحياة ومن ثم بلوغ المراد والفوز بمعركة الكرامة والحرية والحياة ضد تحالف العدوان الاجرامي الجبان، أما عن سبيل الغزاة والمرتزقه المجرمين الظالمين المعتدين فهو من بدء البشرية وبداية الإنسانية لم يختلف السبيل ابداً كسبيل محاولات عدوانية احتلالية كثيرة في اطفاء شمس تِهَامَةُ “الساحل الغربي” .

 

لكن شمس تِهَامَةُ لم تغرب قط ولن تغرب مادام بالعروق دماء وبالرؤوس الباب وبالقلوب بصائر- بل غرُبت بمجازر داميه للغزاه والمرتزقه..بمحارق كبرى للالات الحربيه العدوانيه..لقدذاق حماة الوثنية والصهيونيه في تهامه الوان العذاب من ابنائها وابناء الوطن ولم يجد شياطين الدمار والقتل والظلم التي نفخهم الكبر وأثقلهم الغرور سوى الاذلال والهوان والخسران، تتجدد حملات القصف الجوي الغازي الوحشي الهمجي على تِهَامَة الحرّه بالدم والدمع لكن ذلك لا يزيد أهلنا بالحديدة وزبيد وحيس والمنصورية وبيت الفقية وكل مكان بمحافظة الحديدة إلا تمسكاً بالحق وإقبالاً عليه وإدباراً عن أتباع ترامب وبن سلمان وبن زايد المجرمين فلن تغرب شمسُ الحق في أعين المجاهدين الثائرين ولكن الشمس ستغرب كل يوم على الغزاة وأذنابهم وهم يتقاسمون الهزائم والخسائر والخسران والحسرات كما تقاسم أصحاب فرعون العذاب والتعب والخيبات من قوة وايمان وعزم نبي الله موسى عليه السلام وأتباعه فالغزاة والمرتزقة اليوم هم المعذبون المنهكون المهزومون وابناء تهامة الابطال الميامين الى جانب مجاهدي الجيش واللجان هم المؤمنين حق اليقين الذين يقولون في عظمة الصمود (هيهات..هيهات منّا الذلّة) الشعار الذي هتفت بها جموع أحرارنا “مالنا غيرك يا الله ولانثق الا بك ولن ننتصر الا بتأييدك” من هناك .من تِهَامَة الباسله ابتدأ وإلينا وصل، ومنتهاه في الحديدة حيث معقل الوفاء والتضحية والاخلاص.

 

تدور الحرب عنيفة قاسية ضارية، والمقاتل المجاهد التهامي هنالك بجبهات المعركة يصول ويجول في معركة يخوضها في سبيل الدين والوطن والشعب ببسالة وشجاعة وبأس، تلك المعركة المنتهية والجارية في جبهات الساحل الغربي تمّكن ابن تهامة الوفّي الباسل الى جانب المجاهدين من اذاقة كل غازي ومرتزق مرّ العلقم، والكلمة التي كان يرددها بالأمس تحت وقع المعاناه والصمود قد صارت اليوم شعار دين بأسره وشعار الأمة الجديدة كلها”الله اكبر”، تلاحمت الاسلحة وحمي القتال وفتحت الارض جُنبها اسناداً ومشاركة، الصرخة التي دونت تاريخ ثأر الأحرار من الغزاة، والقصاص من مرتزقتهم ومجرميهم وسيظل الساحل الغربي مقبرة للغزاة والمرتزقة منذ بدء التاريخ وحتى نهايته هكذا دوّنت تضحيات ابناء تهامة الى جانب ابناء وطنهم القول الفصل في كل معركه لذلك انت بتهامة اليمن “فاخلع نعليك.. فترابها من دماء شبابنا وشيباننا.. نسائنا وفتياتنا.. كبارنا وصغارنا.. اخلع نعليك فترابها من دمائنا” والاّ الموّت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة فسلام الله على تهامة وابنائها قبائل وحضر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عايض أحمد

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا