الرئيسية زوايا وآراء في ذكرى النكسة..

في ذكرى النكسة..

في ذكرى النكسة..

المشهد اليمني الأول/

 

بمجرد الإعلان عن وقف عمليات حرب السادس من إكتوبر 1973، اعتقد العرب أنهم بذلك قد طووا صفحة نكسة حزيران وتداعياتها للأبد، لم يكونوا يعلمون أن كل قطرٍ من أقطارهم سيكون على موعدٍ مع نكسةٍ أشد وطأةً وأعظم كلفةً من تلكم النكسة وأنها (نكسة حزيران) لم تكن إلا بدايةً لسلسلةٍ من النكسات أو النكبات أظنها لن تنتهي إلا مع سقوط آخر قطر عربي .

 

لم يعي العرب في الحقيقة ما يُحاك لهم في كواليس ودهاليز السياسة الصهيونية من مؤامرةٍ أو أنهم في لحظةٍ سيتحولون إلى أدواتٍ وأيادٍ لتنفيذ هذه المؤامرة، فيصبحون للاسف الشديد هم الأداة وهم الضحية في آنٍ واحدٍ معاً !

 

المشكلة أنه لم يكن بخافٍ عنهم شيئٌ، فلطالما صرح الأمريكيون وأعلنوا جهاراً نهارا عن خططهم ومشاريعهم في الوطن العربي (الشرق الأوسط) ابتداءً بمشروع (هنري كيسنجر) الداعي إلى إعادة تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ومروراً بتصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق (بوش) الصغير ووزيرة خارجيته (كونداليزا رايس) ووصولاً إلى ما فتأ يعلنه بين الفينة والأخرى الرئيس الأمريكي الحالي (ترامب) في إطار عملية استكمالٍ واضحةٍ لمسلسل الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الكبير .

 

ليس يضيرهم بالطبع أن جاءوا يسوّقون لنا فصول هذه المؤامرة تحت أي عنوانٍ أو مسمىً كان طالما والهدف هو الوصول إلى الغاية المنشودة من وراء هذه الموامرة والمتمثلة في ضمان أمن وسلامة الكيان الصهيوني، ولذلك فلا غرابة إن أوعزوا لنا بمسمياتٍ وعناوينٍ براقةٍ مختلفةٍ كالربيع العربي مثلاً أو ثورة الياسمين في تونس أو ثورة البن في اليمن أو أو … ويعلم الله ماذا سيسمون ما يحدث اليوم في الأردن أو ما سيحدث غداً في كذا وكذا بلدٍ عربي لم يأتي عليه الدور بعد !

 

هكذا فعلوا بالعرب للاسف الشديد وهكذا جاءوا (بالربيع) إلى أوطاننا والذي تسارعت أحداثه وتشعبت في شكل متوالية هندسيةٍ ضخمةٍ لم يتوقف تمددها إلى اليوم حتى غدا الكل يضرب في الكل ويقدح في الكل ليذهب (ترامب) وإخوته بالشاة والبعير ونذهب نحن بالكراهية والضغائن والاحقاد لتكون المحصلة الأولية حتى الآن، رغم أننا لم نزل بعد في منتصف الطريق، كما ترون هذا الضياع والإنهيار الحاصل للأوطان والتهتك المستمر في النسيج الإجتماعي والسياسي للشعوب، ولا ندري بصراحة كيف ستكون المحصلة النهائية في آخر المطاف !
هكذا هي الفوضى الخلّاقة كما رسمها لنا المستعمرون والطامعون الجدد ولربما أننا قد جسدناها واقعاً أكثر بكثير مما كانوا يتوقعونه لنا !

 

المهم أننا ببساطةٍ ابتلعنا الطعم ووقعنا في الفخ الذي نُصب لنا بسبب حالة الوعي المتدني السائد لدي الناس وعدم الإكتراث بالنتائج ومئالات الأمور وكذلك الاستعداد الكامن والعجيب لاستعداء الآخر لأتفه وأبسط الأسباب لتستمر النكسات والنكسات بحقنا نحن العرب ولا عزاء !

 

فمتى يستفيق العرب من سباتهم العميق هذا ويتداركون ما فاتهم وما هم فيه اليوم، أم أنه قد كُتِبَ عليهم يا ترى أن لا تقوم لهم قائمةٌ بعد نومهم الطويل هذا ؟!

#معركة_القواصم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ عبدالمنان السُنبلي

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version