الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي «نيويورك تايمز»: لماذا تخشى واشنطن الهجوم على الحديدة؟
«نيويورك تايمز»: لماذا تخشى واشنطن الهجوم على الحديدة؟

«نيويورك تايمز»: لماذا تخشى واشنطن الهجوم على الحديدة؟

1285

المشهد اليمني الأول/

 

أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «الأمم المتحدة» قررت إجلاء موظفيها من أمس الاثنين، من مدينة الحديدة المحاصرة من قبل قوات «التحالف»، الذي تتزعمه السعودية في اليمن، مشيرة إلى أن الخطوة الأممية أعقبت جهوداً «ديبلوماسية محمومة»، تولاها عدد من المسؤولين الدوليين خلال نهاية الأسبوع، بغية «تلافي ما يراه كثيرون كارثة إنسانية وعسكرية داهمة” داخل حدود الجار الجنوبي للمملكة، مع تشديدها على أنه في إمكان واشنطن وقف إطلاق هجوم الحديدة.

 

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدرين ديبلوماسيين مطلعين على القضية، قولهم إنه «تم إبلاغ دول أعضاء (في الأمم المتحدة) بأن هجوم القوات التي تقودها الإمارات العربية المتحدة، بات وشيكاً»، وتشديدهم على أن «الإماراتيين، الذين يضطلعون بدور قيادي في الدفع نحو الهجوم، يتطلعون إلى إطلاق العملية العسكرية المخطط لها، في وقت تصب فيه واشنطن تركيزها على لقاء القمة بين الرئيس ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون». 

 

وأردفت الصحيفة، نقلاً عن مصادر ديبلوماسية، أن الحكومة الإماراتية «وجهت تحذيرات رسمية» إلى نظيرتها البريطانية يوم الجمعة بقرب الهجوم على الحديدة، وأنها «ستعطي مهلة ثلاثة أيام لموظفي الإغاثة، والمنظمات غير الحكومية لمغادرة المدينة»، علماً أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» أجلت موظفيها منها خلال نهاية الأسبوع.

 

وأضافت «نيويورك تايمز»، أن «أي هجوم واسع على الميناء سيكون إشكالياً إلى حد كبير»، لافتة إلى أن «مسؤولين أمريكيين حذروا الحكومتين السعودية والإماراتية من أن الهجوم سوف يؤدي إلى (وقوعهما) في مستنقع»، علماً أن الأمم المتحدة سبق وأن حذرت من إمكانية سقوط أكثر من ربع مليون قتيل مدني في حال اندلاع مواجهة عسكرية في الحديدة. 

 

وبحسب الصحيفة، فإن «أبوظبي واجهت معارضة شديدة من العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين ينظرون إلى فكرة شن حرب شوارع داخل مدينة مكتظة بالسكان، باعتبارها كارثة كاملة من الناحيتين العسكرية الإنسانية»، خصوصاً أن عدداً من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي هددوا بطرح مشروع قانون يقضي بوقف بعض المساعدات العسكرية للإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، على خلفية سقوط ضحايا مدنيين جراء غارات «التحالف». 

 

كما كشفت الصحيفة عن «رسائل» بعث بها وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، «في الكواليس»، إلى دول «التحالف»، محذراً إياها من مغبة الهجوم على الحديدة.

 

وتابعت «نيويورك تايمز» أن المبعوث الأممي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، جهد من أجل محاولة «صوغ اتفاق مع الحوثيين لتسليم المدينة ومرفئها وإخضاعهما لسيطرة المنظمة الدولية، على نحو يحرم الإماراتيين والسعوديين من مبرراتهم لشن الهجوم».

 

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية مطلعة على المسار التفاوضي، أن غريفيث «أحرز تقدماً»، وذلك «من دون أن يكون واضحاً ما إذا كانت الرياض، وأبوظبي ستدعمان أي اختراق مشابه» على هذا الصعيد، لا سيما وأن «جزءاً من الحسابات يتمثل في الرغبة الواضحة لكل من المملكة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة في توجيه ضربة قاصمة ضد الحوثيين»، الذي يعتبرون «وكلاء لإيران»، الغريم الإقليمي للدولتين الخليجيتين. حد تعبيرها.

 

ختاماً نقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين شرق أوسطيين، إعتقادهم أن «ممارسة المزيد من الضغط على واشنطن، سيوقف الهجوم» على الحديدة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا