المشهد اليمني الأول/

 

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأعداء يسعون للسيطرة على اليمن أرضاً وإنساناً وأن معركتنا اليوم معركة حرية واستقلال وكرامة، مؤكداً أنه “لا يمكن لأي طاغٍ ومجرم أن يفرض نفسه علينا ويتحكم بنا”.

 

وقال السيد القائد في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة والتي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، أن طريقنا في التصدي للعدوان ورفض السيطرة الأمريكية وعبيدها سببه أننا شعب لا يمكن أن يجازف بالمبادئ التي آمن بها.

 

ولفت إلى أن معركة الآخرين مع الشعب اليمني يقودونها من واقع “التبعية لأمريكا والتودد لإسرائيل”، وأضاف: “نحن نتجه من موقع الثبات على ديننا وأخلاقنا وحقنا في الحرية” لافتاً إلى أن مبادئ الإسلام العظيمة لا تنسجم بأي حالٍ مع ما تريده أمريكا وإسرائيل.

 

وقال قائد الثورة: “نمتلك الحرص والإرادة على أن نكون أحراراً وبلداً مستقلاً لا يعيش حالة الوصاية والعبودية”، مضيفاً بالقول: “لو قبلنا على أنفسنا الذل والاستعباد لخسرنا الدنيا والآخرة، يأبى الله ورسوله وقرآنه ونفوس شعبنا أن نقبل الذل والعبودية لغير الله”.

 

وقال أنه: “لو كان تحرك العدو عسكرياً لكانت المسألة سهلة وبسيطة لكن تحركه شامل وشيطاني”، وأضاف بأن العدو يرغب بتحويلنا إلى سوق استهلاكي وأمة استهلاكية لا أمة منتجة، موضحاً بأن سعي العدو هو للسيطرة الشاملة على كل جوانب حياتنا ومسارات أعمالنا، مبيناً أنه “إذا سلمنا أمرنا للعدو وقبلنا بالخضوع والاستسلام فسنواجه خسارة بكل ما تعنيه الكلمة”.

 

وبشأن مزاعم العدوان وأكاذيبه أشار السيد القائد إلى أن “أكاذيب العدو لا تعطيه الشرعية لظلمه وفساده وطاغوته واستكباره”، مؤكداً أن “الشرعية هي لشعبنا الذي يسعى ليكون شعباً حراً مستقلاً ومتمسكاً بمبادئه”.

 

وحول مستجدات الساحل ودو الأمم المتحدة وأكاذيب العدوان بشأن الساحل، أوضح قائد الثورة أن “لا تعويل في معركة الساحل على حلول سلمية من الأمم المتحدة”، موضحاً القبول بأن يكون للأمم المتحدة دور فني ولوجستي ومساعد في ميناء الحديدة، وأن أن “لا مانع أن تجمع إيرادات الحديدة وكذا إيرادات النفط والغاز في مأرب وحضرموت وشبوة وغيرها وتخصص لدفع المرتبات بعد جمعها في البنك المركزي في صنعاء”، إلا أن “الأعداء رفضوا ذلك”.

 

وأكد السيد القائد أن “أعذار الأعداء قطعت بتلك المبادرة، وهم هربوا لمبادرة ثانية وهم بذلك ليسوا إلا كاذبين”.. مبيناً بأن “الأمريكي والسعودي والإماراتي يدرك أن كلامه حول دخول الصواريخ من إيران عبر ميناء الحديدة هو باطل وافتراء”.

 

وقال أنه “لا يمكن لأي شعب من شعوبنا أن يعول على الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن”، وأن “ما تعول عليه حركات المقاومة في المنطقة وما تعيشه الجمهورية الإسلامية الإيرانية من عز وكرامة هو نتيجة تحملهم لمسؤولياتهم والجهاد والتضحية”، وأن “من يتجه لينصر نفسه مستنصراً بالله متمسكاً به، فالله معه ويوفقه بالتأييد الإلهي”.

 

وحول الوضع العسكري في الساحل الغربي، أشار قائد الثورة إلى أن العدو “يتجه ليلقي بثقله في الساحل الغربي وهناك جهود مشرفة من جانب الجيش واللجان وأحرار البلد وأحرار تهامة”، مشدداً على أن “حجم المعركة في الساحل الغربي يتطلب المزيد من التحشيد من جميع المحافظات”.

 

ولفت إلى أنه “مهما حققوا من اختراقات في الساحل الغربي فهذا لا يعني نهاية المعركة”، مشيراً إلى أن “ميدان الساحل الغربي واسع وأفضل ميدان لإغراق الغزاة فيه”.

 

وأوضح بأن العدو يحتاج لتشتيت قواته في الساحل الغربي ما يسهل ضربها والقضاء عليها، مجدداً التاكيد على أن “الميدان في الساحل الغربي مناسب لضرب الغزاة وإلحاق الخسائر بهم”.

 

وشدد على ضرورة الاستمرار في التحشيد، لافتاً إلى أن النزول في آخر شهر رمضان المبارك ساهم في إيقاف أكبر هجوم في الساحل الغربي بعون الله.

 

وبيَّن السيد القائد أن “خطة العدو في الساحل كانت على أساس حسم المعركة بشكل سريع وهم يعلمون أن طول المعركة يؤدي لاستنزافهم”، مشدداً على وجوب السعي لضرب ما نزل من قوة معادية إلى الساحل الغربي ليتحول إلى أكبر مستنقع للغزاة”.

 

وأكد على حتمية قرار المواجهة حتى الإنتصار، وأضاف “موقفنا ثابت ومبدئي وراسخ، ولولا التأييد الإلهي لكانت المعركة حسمت منذ بداية العدوان لصالحهم”. مشيداً بمناقب الشهداء هناك، في مقدمتهم الشهيد محافظ عمران سلطان عويدين الذي نزل الميدان مقتحماً ولقي الله في موقف مشرف.

 

وأكد بأننا لم نرى حملة لوم وشتائم على من يأبى الذل والخضوع لأمريكا واسرائيل كما نرى في عصرنا هذا، لافتاً إلى أن هذا مصداق قوي لآيات الله تعالى في القرآن الكريم التي تقول “يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ”.

 

إقليمياً جدد السيد التأكيد على وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني في مسارهم التحرري والدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة صفقة القرن، مشيراً إلى إن السعودية هي طرف وشريك أساسي في صقفة القرن لخدمة أمريكا وإسرائيل، لافتاً إلى أن “صراعنا مع النظام السعودي الإماراتي هو لأننا اتجهنا في خيار العداء لأمريكا وإسرائيل”.

 

وتوجه السيد القائد بالشكر لسيد المقاومة والجهاد سماحة الأمين العام لحزب الله، بالقول “أن السيد حسن نصرالله قدم من مقامه العظيم والعالي أعظم الكلام في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني”.. موجهاً الشكر أياً لكل أحرار العالم وفي العراق وتونس التي يصل منها رسائل تضامن عديدة مع اليمن وشعبه.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا