المشهد اليمني الأول/

 

طالب دانييل بيمان -الباحث بمركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، وأستاذ في كلية الشؤون الخارجية بجامعة جورجتاون- الولايات المتحدة الأمريكية بالتخلي عما وصفها بـ «سياسة الضوء الأصفر»، المتمثلة في تقديم دعم ضمني للحملة العسكرية بقيادة السعودية والإمارات التي ألحقت الدمار في اليمن.

 

وقال بيمان، في مقال نشره موقع «بروكينغز»، إنه من المرجح أن تدفع عملية الحديدة الوضع الإنساني في اليمن إلى ما هو أسوأ من الكابوس، بسبب القتال والإبطاء المحتمل أو غير الموجود لإعادة الإعمار بعد الصراع.

 

وأضاف الباحث أن ملايين اليمنيين يقفون على حافة البقاء على قيد الحياة، وأن ما يزيد وضعهم سوءاً هي الانقطاعات المؤقتة في الإمدادات الغذائية، مطالباً الجهات الفاعلة الدولية بالضغط على الإماراتيين والسعوديين لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب عملياتهم العسكرية.

 

وشدد الكاتب قائلاً: «يجب على الولايات المتحدة التخلي عن سياسة «الضوء الأصفر» في اليمن وتبني سياسة «الضوء الأحمر»، مشيراً إلى أن خسائر دعم التدخل السعودي والإماراتي أكثر من فوائده، وأن نهج البلدين هو «اهزم نفسك بنفسك»، لافتاً إلى أن إيران الآن أصبحت أقوى في اليمن مما كانت عليه قبل التدخل في عام 2015، كما استغل تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الفوضى للتوسع والنمو رغم الجهود الإماراتية والأمريكية لمنع ذلك.

 

ومضى الكاتب للقول إن الإمارات والسعودية أنفقتا عشرات المليارات من الدولارات على هذه الحرب، لكن كثيراً من اليمنيين يكرهونهم الآن بسبب ما خلفوه من تدمير، وحتى مع تحقيق النصر في الحديدة، ستستمر الحرب.

 

وأوضح بيمان أن سياسة «الضوء الأصفر» إلى جانب احتضان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوي للسعوديين والإماراتيين شجعت هذين البلدين الخليجيين على اتخاذ خطوات مدمرة؛ وهذا تراوح من دعم ترامب البلاغي القوي لهما، إلى وجود قنوات خلفية واسعة مع قادة البلدين، مروراً بتأييدهم الأولي في نزاعهم مع قطر، ثم انسحاب أمريكا من الصفقة الإيرانية.

 

وأشار إلى أن السعوديين والإماراتيين اعتبروا هذه الإيماءات مؤشرات على أن ترامب لا يهتم باليمن، وسيتبع خطى سياساتهم المدمرة في المنطقة.

 

وخلص الكاتب إلى أن سياسة «الضوء الأصفر» لن تجنب الولايات المتحدة التواطؤ في الكارثة الإنسانية في اليمن، وأنه على الرغم من أن إدارة ترامب لا تهتم بالأزمات الإنسانية، وخاصة في الشرق الأوسط، فإن الدعم اللوجستي والاستخباراتي الأمريكي للتدخل السعودي والإماراتي يربط سمعة الولايات المتحدة بأفعالها، مطالباً أمريكا باستغلال عملية الحديدة لدفع جميع الأطراف إلى السلام.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا