المشهد اليمني الأول/ تقرير – هبة العبدالله بتصرف محرر المشهد

 

تسعى قوى العدوان إلى تغيير توازن القوى في الميدان لصالحها قبل انطلاق المفاوضات اليمنية المرتقبة في جنيف أوائل سبتمبر 2018، لكن أملها في ترجيح كفة الميدان لمصلحتها أفشلته الانتصارات الميدانية للقوات اليمنية، والتي رافقها رؤية سياسية من قبل حكومة الإنقاذ لحل الأزمة.

 

تواصل الأطراف اليمنية تحضيراتها للقاءات المباشرة التي ستستضيفها مدينة جنيف السويسرية في 6 سبتمبر 2018 بحضور ممثلين عن السعودية والإمارات وعمان.

 

وعلى الرغم من جو التشاؤم الذي يحيط بالمفاوضات وإجماع الطرفين على غياب المؤشرات الإيجابية أو الطرح الجدي للحل السياسي فإن تحضيرات الرؤية السياسية التي ستطرحها “أنصار الله” تأتي مدعمة بمكاسب في الميدان، في حين تواصل قوات العدوان تصعيدها على أكثر من جبهة خصوصا في الساحل الغربي.

 

فقد تمكنت وحدات الجيش واللجان الشعبية من طرد أزلام العدوان من مديرية حيران ومن مناطق واسعة في البيضاء، فيما تجري عمليات يومية في الجبهات الحدودية، فضلاً عن العمليات الصاروخية، مع بقاء الباب مفتوحاً على مصراعيه للمفاجئات الجوية والبحرية في أي وقت، سيما مع ما أبداه سلاح الجو المسيرة والقوات البحرية والدفاع الساحلي من قدرات عسكرية نوعية تمثلت بالوصول إلى مطار أبو ظبي الدولي، وتدمير بارجة سعودية حديثة في عمق البحر.

 

الأهم من تلك القدرات هي شل حركة العدو وعجزه عن تنفيذ عمليات عسكرية مؤثرة سواء في الساحل أو في أي جبهة حدودية أو داخلية، ما يمنعه من تحقيق أي تقدم عسكري يظن به أنه سيحسن من مكانته التفاوضيه.

 

سياسيًا، أقرّت اللجنة السياسية الحكومية رؤية حكومة الإنقاذ للجولة الجديدة من المشاورات. وتضمنّت الرؤية أبرز النقاط “التي من الجدي طرحها في المشاورات المقبلة، والتي تُعتبر مداخل مهمة باتجاه التهيئة للحل الشامل، وفي مقدمها خطوات بناء الثقة بأبعادها الإنسانية”. وأشار رئيس حكومة الإنقاذ، عبد العزيز بن حبتور، إلى أن “هذه الرؤية تعتبر خلاصة لجهد سياسي وطني شارك الجميع في صياغته»، معرباً عن أمله في أن «تمثل أداة مساعدة للوفد الوطني”.

 

فيما بدت لغة اليمنيين أكثر ثقة، حينما أكد ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام بمناسبة عيد الأضحى “على تمسك شعبنا اليمني بحقه الكامل في نيل الحرية والاستقلال من خلال التصدي للعدوان الأمريكي السعودي”. معتبراً “التصدي للعدوان هو الطريق الأمثل لقيام دولة ذات سيادة تكفل لمواطنيها كرامتهم، وتحمي أمنهم واستقرارهم، وتلبي طموحهم القومي بمناصرة قضية فلسطين، وتنفتح بعلاقات إيجابية مع المحيط العربي والإسلامي والعالمي من موقع الندية والاحترام المتبادل”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا