المشهد اليمني الأول/

 

تحدث مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» عن وجود مجموعة واسعة من الخرقاء في الجناح الغربي من البيت الأبيض، بما يشمل مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي حصل مؤخراً على جائزة «المدافع عن إسرائيل»، ووزير الخارجية المستبد مايك بومبيو، الذي بالغ باستبداده مؤخراً عندما أخبر الشعب الإيراني بأن عليه «إما الاستسلام وإما الموت جوعاً»، ثم هناك سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي صوتت بوقاحة «لإعطاء جزء من سورية لإسرائيل».

 

وقال الموقع في مقال للباحث الأمريكي فيليب جيرالدي: لكن جائزة الأكثر بلاهة لابد أن تذهب إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، الذي بدأ مسيرته المهنية عاقلاً نسبياً كدبلوماسي محترف في وزارة الخارجية، حيث خدم سفيراً لبلاده لدى العراق وتركيا وألبانيا، إلا أنه كان عليه أن يعمل جاهداً ليصبح على هذه الدرجة من العته الذي هو فيه الآن، ودعمه في ذلك تعيينه كزميل زائر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي تم تأسيسه من قبل لجنة العلاقات العامة الأمريكية- الإسرائيلية، «أيباك».

 

ولفت المقال إلى أن جيفري ضبط نهجه الدبلوماسي بعد فترة وجيزة من تعيينه في منصبه الجديد كمبعوث أمريكي إلى سورية، في آب الماضي، عندما نزع سمة الإرهاب عن الإرهابيين الذين يقاتلون ضد سورية، فغاب عنه بطريقة ما تقطيع الرؤوس والاغتصاب وغير ذلك من الأعمال المتوحشة التي ينفذها هؤلاء الإرهابيون، ليسافر بعد ذلك إلى الشرق الأوسط ويتوقف في «إسرائيل» للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث تلقى، كما يبدو، أوامره خلال تلك الزيارة، وظهر ذلك بشكل خاص في الشهر الماضي عندما أعلن عن رغبته بالتساهل مع «إسرائيل» والسماح لها بمواصلة اعتداءاتها ضد سورية.

 

وبين المقال أن المزاعم الأمريكية حول الرغبة المزعومة لما يسمى «المعارضة المعتدلة» بـ«نشر الديمقراطية» في سورية، والتي ضمّت في الواقع، عناصر إرهابية في تشكيلاتها منذ البداية، وسرعان ما بدأت جماعات على شاكلة «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين بسرعة ممارسة العنف والإجرام.

 

وختم المقال: في الواقع، الدولة الوحيدة المطلوب تغيير النظام فيها هي الولايات المتحدة، في عملية ستشمل جيفري، وبولتون، وهايلي، وبومبيو، ولا ضير أيضاً في التخلص من كل من مستشار البيت الأبيض، صهر ترامب، غاريد كوشنر والمصفقين له، ومبعوث الرئيس الأمريكي، والمسؤول عن خطة «السلام» الأمريكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين جيسون غرينبلات، والسفير الأمريكي إلى «إسرائيل» ديفيد فريدمان، فلا أحد منهم يعمل على تحقيق مصالح أمريكا الوطنية، هذا على فرض أنهم يدركون ماهية تلك المصالح أساساً، وبمجرد خروجهم من مناصبهم، يمكن أن يتخلص الشرق الأوسط ودوله من التدخل الأمريكي المستمر في شؤونه.